إنضمت السفيرة الأميركية لدى لبنان إليزابيث ريتشارد إلى رئيس الجمهورية ميشال عون في حديقة القصر الرئاسي لغرس شجرة سنديان تمثل "الشجرة المليون" المزروعة في لبنان كجزء من مبادرة جمعية التحريج في لبنان التابعة للوكالة الأميركية للتنمية الدولية. وقد حضر الاحتفال، ووزراء ونواب حاليين وسابقين، قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون، مانحون دوليون، وشخصيات وجمعيات وناشطين بيئيين. والقى الرئيس عون أكد فيها ان "العالم لا يكتمل ويتوازن الا بثلاثة انواع من الحياة تتمثل بالعوالم النباتية والحيوانية والانسانية التي يعيش كل منها مع العوالم الاخرى". أضاف: "إن الانسان لا يمكنه ان يعيش من مناجم اكانت ذهبا او الماسا او فحما حجريا، بل من الارض التي تعطينا النبات والغذاء. وما لم تكن هذه العوالم متكاملة تكون الحياة غير متوازنة. والمثال على ذلك الصحراء التي لا يوجد فيها احد لغياب النباتات فيها، فحيث يوجد النبات يوجد حيوان وانسان. من هنا، علينا دائما ان ننظر الى هذا الثالوث، ونهتم به ونحافظ عليه، كما على الحيوان والطيور. ومن هنا ايضا، اهمية القوانين التي تحمي هذه العوالم". وتابع: "ان هذا اللقاء هو بمثابة عيد للشجرة في لبنان التي تتميز بمنافع وموارد غير محدودة، فهي تعطي الجمال الطبيعي والظلال والثمار، إضافة الى الخشب للبناء والحطب للتدفئة. كما يستخرج من بعضها مواد طبية تدخل في صناعة الادوية، وبهذا المعنى فهي تعتبر موجودة في كل حقول الحياة، ومرادفة للطيور ولحياة الانسان". وزاد: "علينا تنمية هذه الثقافة بين اللبنانيين، والا نزرع الشجرة فحسب، بل ان نفكر في سبل بقائها وريها وحمايتها من القطع الغوغائي، والحرائق التي تمثل الخطر الاكبر عليها. فعدم اندلاع الحرائق هو افضل النتائج، ولكن اذا ما اندلعت فمن الافضل ان نتمكن من اطفائها في بدايتها. اما اذا اتسعت فمن الافضل ان نمنع انتشارها. وكل ذلك يتطلب ثقافة تدفع بكل من يلاحظ نشوب الحرائق الى المبادرة لاطفائها". وشدد عون على ان "القطع الغوغائي للاشجار غير مسموح به ويفترض بكل من يريد البناء التعويض عن كل شجرة يقتطعها بزرع ست اشجار او دفع رسوم للبلدية كي تقوم بدورها بزراعة اشجار بدلا من تلك التي اقتلعت. وعلينا نحن تعميم هذه الثقافة لاننا من دون ذلك لن نتمكن من حماية الشجرة مهما بذلنا من جهود"، معربا عن شكره لـ"المساعدة الاميركية بشخص السفيرة ريتشارد". ريتشارد: لبنان خسر20 في المئة من غاباته أم السفيرة الأميركية فقالت: "يسرني أن أنضم إليكم اليوم لزراعة "الشجرة المليونِ" تعبيرا عن التزام الولايات المتحدة الاميركية المشترك مع شعب لبنان للمحافظة على تراثه. ان احتفال اليوم يعكس احد جوانب شراكة الولايات المتحدة القائمة مع لبنان. واني لفخورة باننا، وإضافة الى ما تقوم به الولايات المتحدة مع الجيش اللبناني وقطاعي الزراعة والتعليم، فهي تعتبر المساهمة الاكبر في جهود لبنان لاعادة التحريج". أضافت: "للاسف، لبنان خسر منذ الاستقلال اكثر من 20 في المئة من غاباته بسبب الحرائق، الزحف العمراني، والقوانين غير الصارمة التي ترعى عمل المقالع والمكبات. ان تناقص مساحات الغابات لا يؤثر على صحة وجمال ما يحيط بنا، لا بل فإن له انعكاسا مباشرا على سبل العيش. ذلك ان الناتج الزراعي ينخفض بسبب عدم قدرة المياه الجوفية على التجدد وتآكل التربة. كما ان نوعية الهواء والمياه تتراجع، كلما تراجع عدد الاشجار. وبذلك، فان هذه العوامل مجتمعة تؤثر على جودة حياة كل فرد في المجتمع". وتابعت: "في عام 2004، انضمت الولايات المتحدة الى لبنان في البدء بمواجهة هذه التحديات من خلال انضمام ادارة "مديرية الاحراج" فيها للعمل في اطار الحملة اللبنانية لمواجهة الحرائق. وفي عام 2010، اطلقنا مبادرة اعادة تحريج لبنان بقيمة 19،6 مليون دولار (LRI)، فهذه المبادرات ساعدت لبنان في تحقيق اهدافه في اطار برنامج الاربعين مليون شجرة الذي اطلقته وزارة الزراعة". وأردفت: "إن إدارة البيئة والمحافظة عليها لا يعنيان المحافظة على الاشجار وحمايتها فحسب، فالتزامنا تجاه الجهود اللبنانية لحماية البيئة يشمل مساعدة المجتمعات المحلية على امتداد لبنان التي تعتمد على الغابات للتنمية الاقتصادية. ولقد ساهم عملنا مع 68 بلدية وشركاء مجتمعيين وآخرين من القطاع الخاص، إضافة الى منظمات محلية غير حكومية وناشطين بيئيين، في تأمين مداخيل إلى أكثر من 1700 عامل فصلي. كما أدى إلى اعتماد وتشجيع تقنيات حديثة في مجال التحريج تشكل اليوم نموذجا جديدا لمنظمات القطاعين العام والخاص، فاطلاق اول حديقة غابات وطنية في عنجر يشكل مثالا على ما يمكن تحقيقه عندما نعمل معا". "الشعب يغير...لا التمويل وحده" وقالت: "إن التمويل وحده لن يغير البيئة في لبنان، لا بل إن الشعب يغير، وفقط بالتزام البلديات، المواطنين والجمعيات البيئية يمكن ان يحدث التغيير المنشود. وعلينا جميعا ان نبقى اقوياء وندافع من اجل البيئة في لبنان على المستويين المحلي والوطني". وحيت "المتطوعين على تفانيهم في ما يبذلون من اجل اعادة احياء جمال لبنان الطبيعي وتجديد غابات الارز فيه خصوصا"، وقالت: "في هذا السياق، أثمن جهود LRI في اطار برنامجنا الجديد بقيمة 5 مليون دولار "العيش في الغابات"، الذي من شأنه ان يكمل برامج ادارة الغابات للجهات المانحة الاخرى. كما سنواصل دعمنا لزراعة عشرات الالاف من الاشجار الاضافية وتحسين ادارة الموارد الطبيعية في كل من الشوف والشمال وراشيا. كما اتوجه بالشكر إلى الوزارات التي دعمت جهودنا لتعزيز تنوع لبنان البيئي، واخص بالذكر وزارات الزراعة والبيئة والخارجية والمغتربين. واشكر رئيس الجمهورية ومكتبه وبصورة خاصة السيدة كلودين عون روكز على التزامها بالبيئة في لبنان". وختمت: "بامكان الشراكة وتمكين المجتمع، المحافظة على غابات لبنان وجذب اعداد متزايدة من السياح ليشهدوا بانفسهم على جمال لبنان الطبيعي. واننا لسعداء في كوننا جزءا مما يبذل من هذا الجهد". زرع الشجرة المليون ثم انتقل عون والحضور الى حديقة الاعمدة، حيث تم زرع الشجرة المليون، وقد ارتفعت لوحة تذكارية الى جانبها كتب عليها: "فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون غرس "الشجرة المليون. شجرة السنديان هذه هي "الشجرة المليون" لجمعية التحريج في لبنان LRI التي قامت بمشاريع تحريج عدة في مختلف المناطق اللبنانية بدعم من الوكالة الاميركية للتنمية الدولية USAID بهدف وصل غابات لبنان ببعضها البعض لزيادة المساحات الخضراء، ولتوفير مأوى آمن للحياة البرية ولتقوية الروابط بين المجتمعات المحلية. تساهم هذه المبادرة في البرنامج الوطني للتحريج لوزارة الزراعة الهادف الى زرع 40 مليون شجرة على مساحة 70000 هكتار، وبالتالي اعادة الغطاء الحرجي الى نسبة 20في المئة".
مشاركة :