طهران: «الشرق الأوسط» طلب الرئيس الإيراني حسن روحاني، أمس، من الشرطة أن تكون متساهلة أكثر في المسائل الاجتماعية، وخصوصا قضية ارتداء الحجاب، في خطوة أخرى تشير إلى سعي روحاني لإرضاء الناخبين بعد وعوده خلال الحملة الانتخابية بدعم الإصلاحات داخل البلاد. ووعد روحاني الذي انتخب في يونيو (حزيران) بدعم ائتلاف من المعتدلين والإصلاحيين، بإجراء إصلاحات، وخصوصا فيما يخص تحرير السياسة والثقافة. ونقلت وكالة أنباء «فارس» شبه الرسمية عن الرئيس قوله في خطاب في المعهد الوطني للشرطة: «إذا كان يجب توجيه تحذير (...) على الشرطة أن تكون آخر من يعطيه». وأضاف: «على نسائنا أن يشعرن بالأمان والارتياح بوجود قوات الشرطة»، معتبرا أنه يجب تعليم احترام اللباس الإسلامي «في المدارس والجامعات والمساجد». ويذكر أن وحدات خاصة من الشرطة تقوم بعمليات بانتظام في الشوارع للتحقق من تطبيق صارم للباس الإسلامي وإلزام النساء في إيران على ارتداء الحجاب. ويمكن للمخالفات أن يتعرضن لتحذير شفهي أو غرامة أو التوقيف لعدة ساعات. واعتبر روحاني في خطابه أن الترويج للفضيلة في المجتمع يجب أن يتم من خلال مكافحة الفقر والبطالة وليس المواجهة مع الشرطة. وتأتي هذه الخطوات ضمن سعي روحاني لطمأنة الإيرانيين من المرحلة المقبلة في البلاد والإشراف على عملية الصلاح في البلاد. وكان روحاني قد دعا الشهر الماضي عناصر الشرطة إلى تطبيق القانون المتعلق بالحجاب في إطار احترام الكرامة وتجنب «الأساليب المتطرفة». كما أن روحاني ورفيقه الرئاسي يعملون على التواصل مع الخارج عبر مواقع التواصل الاجتماعي مثل «تويتر» و«فيس بوك»، ضمن جهود إظهار الانفتاح في عهد الرئيس الذي تولى منصبه رسميا في أغسطس (آب) الماضي. وبالتزامن مع تصريحات روحاني المثيرة، انتقد وزير الثقافة الإيراني علي جنتي عمل هيئة الرقابة في وزارته في عهد الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، بين عامي 2005 و2013. ونقلت صحيفة «آرمان» الإصلاحية أمس عن الوزير قوله: «تبلغت بحزن أنه لم يسمح بصدور بعض الكتب على أساس آراء شخصية فقط». وقال: «لو لم يكن القرآن الكريم منزلا ورفع إلى لجنة مراقبة الكتب (لكان أعضاء هذه اللجنة) قالوا إن بعض الكلمات غير متطابقة مع العفة وكانوا رفضوا السماح بنشره». وتدين منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان والدول الغربية الرقابة التي تفرضها السلطات الإيرانية، وخصوصا للوصول إلى الإنترنت أو وسائل الإعلام.
مشاركة :