محمد حنفي – استضافت مكتبة «آفاق» الأكاديمي والكاتب والمحلل السياسي د. شفيق الغبرا، متحدثاً عن كتابه «النكبة ونشوء الشتات الفلسطيني في الكويت»، حيث ألقى الضوء على محاور الكتاب وتحدث عن أسباب الجدل الذي مازال دائراً حوله. في البداية رفع الغبرا نسخته الشخصية من الكتاب قائلا بسخرية «لقد حضر الكاتب وغاب الكتاب» تعبيراً عن منع وزارة الإعلام لتوزيع الكتاب الصادر عن «المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات» ضمن سلسلة «ذاكرة فلسطين» في مكتبات الكويت. وقال الغبرا إن كتابه اثار جدلاً لم يتوقعه، مؤكداً أنه «كتاب أكاديمي»، وأن الباحث يعتمد على مصادر عديدة، وبعد تمحيصها يكتشف أن الحقيقة ليست واحدة، وأشار الغبرا إلى بعض الموضوعات المثيرة للجدل في كتابه وأولها العنوان، حيث أشار إلى أن كثيرين أعجبوا بالكتاب لكنهم تحفظوا على عنوانه، مشيرا إلى أن اختيار العنوان الجاذب والمحفز على القراءة أصعب ما يواجه المؤلف. النكبة والشتات الغبرا أكد أن الذين اعترضوا على العنوان توقفوا عند كلمتين: الأولى «النكبة»، وهي أمر رآه واقعياً للغاية، فهناك شعب اغتصبت %77 من أرضه لقيام إسرائيل، وأن هذا الشعب هُجّر وصودرت أملاكه، والثانية «الشتات» وقال إنه يعني بها أن الشعب الفلسطيني رحل إلى مكان آخر غير وطنه وأنشأ مجتمعاً جديداً، وان هذا المكان كان الكويت. رد الجميل للكويت وفيما يبدو أنه رد على الذين اتهموا الغبرا بالإساءة إلى الكويت بكتابه، أكد أنه أراد أن يروي قصة رائعة عن الكويت، وأن يرد لها الجميل في احتضان الفلسطينيين ولم تعاملهم كلاجئين، وإنما كانت بمنزلة حضن لهم، وتطرق الغبرا إلى بعض ما جاء في كتابه عن المجموعة الأولى من الفلسطينيين الذين قدموا إلى الكويت وكانت مجموعة متعلمة، حيث لعبت الصدفة دورها في أن يكونوا عنصراً في بناء الكويت التي كانت في بداية تصدير النفط وبها حكومة حكيمة تريد التنمية. بينما المجموعة الثانية جاءت من الفلاحين وأبناء القرى والمخيمات، وهؤلاء كونوا في الكويت الأسرة التي كان لها الدور الإستراتيجي في الحفاظ على المجتمع الفلسطيني وإعادة تشكيله، وقال الغبرا انه بعد نكسة 67 تبدد حلم العودة وسمحت الكويت لمن لديه اسرة أن يأتي بها، وهنا ولدت أجيال من الفلسطينيين في الكويت، لم يعرفوا غيرها وكانوا يتحدثون باللهجة الكويتية. الفلسطينيون والغزو العراقي أشار الغبرا أيضا إلى أحد المحاور التي اثارت اللغط حول كتابه، حيث تناول فترة الغزو العراقي للكويت، فأكد أنه كباحث موضوعي ما كان ينبغي عليه أن يقفز فوق هذه المرحلة التي القت بظلالها على العلاقات الفلسطينية- الكويتية، وحيث تقلص عدد الفلسطينيين بعد الغزو من 400 الف إلى 60 الفاً. وقال إن ما اثار البعض في هذه الجزئية أن الثقافة العربية لديها عقدة الحديث عن الحقائق، حيث هناك مسلمات لا ينبغي لاحد الاقتراب منها وإلا قامت عليه الدنيا، وأشار الغبرا إلى ان كتابه يثبت أن ثلثي الفلسطينيين خرجوا من الكويت إبان الغزو رفضاً له، ومن الخطأ التعميم بأن كل الفلسطينيين كانوا ضد الكويت، مشيراً الى أن النظام العراقي ورطهم من خلال إجبار البعض على الاشتراك في تظاهرات غير حقيقية تؤيده والهتاف لصدام، وأكد أن من أساء للكويت يعدون على الأصابع، وأنه قدم هذه الحقائق لأنه باحث موضوعي ليس له أجندة.
مشاركة :