أعلنت إيران رفضها التحرك الأمريكي لتصنيف جماعة «الإخوان المسلمين» منظمة إرهابية، لتلحق بموقف تركيا التي جاء ردها على لسان الناطق باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم، عمر جليك، الذي ادعى أن القرار «سيشكل ضربة كبيرة لمطالب التحول الديمقراطي في الشرق الأوسط»، متذرعاً بفزاعة «معاداة الإسلام» التي قد تتنامى في الغرب، على حد تعبيره.وقال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، في تصريحات بالدوحة أمس: «الولايات المتحدة ليست في وضع يؤهلها لأن تبدأ في تصنيف الآخرين كمنظمات إرهابية، ونحن نرفض أي محاولة أمريكية فيما يتعلق بهذا الأمر». وجاء تصريح ظريف بعد عشاء مع أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مساء أمس الأول الثلاثاء.ويبدو أن القرار الأمريكي قد أثار فزع تركيا وإيران اللتين تشكلان تحالفاً مع قطر وعدد من التنظيمات المتطرفة.وكان الناطق باسم حزب العدالة والتنمية التركي، عمر تشيلك، قال إن القرار الأمريكي يشكل ضربة كبيرة لمطالب التحوّل الديمقراطي في الشرق الأوسط، بحسب وصفه، معتبراً أن القرار ستكون له نتائجُ تعزز معاداة الإسلام في الغرب وتقوّي موقف اليمين المتطرف.وعن السبب وراء الدعم التركي المستميت للإخوان، اعتبر الخبير في الشؤون التركية، بشير عبد الفتاح، في حديث هاتفي مع موقع «سكاي نيوز عربية»، أن «المشروع الأردوغاني» (في إشارة إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان) هو الدافع الأول. وقال: «إذا أقرت الولايات المتحدة القرار وأعلنت تصنيف الإخوان جماعة إرهابية، فإن هذا سيوجه ضربة قاضية للمشروع الأردوغاني، إذ عمل أردوغان جاهداً للترويج للإخوان، وإقناع إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما بدعمها، مدعياً قدرتها على مواجهة المتطرفين».وأضاف: «مع مرور الوقت، تبين لإدارة أوباما أنه لا يوجد أي فرق بين الإخوان والجماعات المتشددة التي من المفترض أن تواجهها، مثل داعش والقاعدة، كون تلك الجماعات تتبنى الفكر الإخواني، وتلجأ للعنف لتحقيق مساعيها، تماماً كما تفعل الإخوان».وأشار الخبير في الشؤون التركية إلى أن إدارة ترامب «تتعامل بشكل أكثر حزماً مع الجماعات الإرهابية وكل من يدعمها، وترفض استغلال الدين في الأغراض السياسية، واللجوء للعنف لتحقيق ذلك»، مضيفاً: «هناك أدلة على أن أردوغان دعم داعش وتعاون مع تنظيمات إرهابية اقتصادياً وعسكرياً، إلى جانب الإخوان، وبالتالي فإن النموذج الذي سعى للترويج له وحاول تحقيقه سينهار تماماً مع تصنيف ترامب الإخوان جماعة إرهابية».وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض قد أعلنت أن إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تعمل على تصنيف جماعة الإخوان المسلمين تنظيماً إرهابياً، ما قد يؤدي إلى فرض عقوبات على أقدم جماعة إسلامية متشددة في مصر. وفي تفسيرها لبيان البيت الأبيض يوم أمس الأول الثلاثاء، قالت صحيفة نيويورك تايمز إن هذه الإجراءات تتضمن أربع خطوات تسبق تصنيف واشنطن الإخوان «تنظيماً إرهابياً»، هي أن تقدم وكالات مكافحة الإرهاب الأمريكية بياناتها المكتوبة المتضمنة شواهد على أن الإخوان المسلمين يُشكلّون تهديداً للولايات المتحدة أو لمصالحها. ثم يتشاور وزير الخارجية مع المدعي العام ومع وزير الخزانة قبل إصدار بيان بتوصيف الاخوان المسلمين منظمة إرهابية. وأمام الكونجرس سبعة أيام لوقف تنفيذ بيان وزير الخارجية.وبعد ذلك أمام الاخوان المسلمين ثلاثون يوماً لرفع قضية اعتراض أمام المحكمة الفيدرالية في واشنطن.وكانت صحيفة نيويورك تايمز كشفت أن الرئيس ترامب، في أعقاب لقائه المنفرد الأخير مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وجّه مسؤولي الأمن القومي والدبلوماسي لتجهيز ما يلزم من إجراءات لإدراج الاخوان المسلمين في قائمة الإرهاب.وأشار تقرير الصحيفة إلى أن مستشار الأمن القومي جون بولتون، وكذلك وزير الخارجية مايك بومبيو يؤيدان هذا التوجه، في مقابل وزارة الدفاع التي تتحفظ على ذلك.
مشاركة :