أكد الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد، المستشار بالديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء إمام وخطيب المسجد الحرام، أهمية وضرورة أن يلاحظ الإنسان أهله، ويحافظ عليهم، لكنه حذر في المقابل من أن يصل ذلك إلى القذف والاتهامات. مشددًا على حُسن الظن، وأن المسلمين على خير. وتفصيلاً، رد الشيخ "ابن حميد" على شاب، أخطأ في حق زوجة أبيه التي تمضي إجازة عند أهلها بالخارج بعد أن دفعته ظنونه وشكوكه لاتهامها بالوقوع في الخيانة. قائلاً: "الله يستر، لا تحمل من صديقها هناك وتورط أبي". وكان شاب قد طرح تساؤله في برنامج نور على الدرب في إذاعة القرآن الكريم، مفاده أن والده متزوج من الخارج، وسبق أن ذكرت له زوجة أبيه أنها تكشف وجهها هناك، وقد تركها والده في الإجازة عند أهلها في الخارج. وأشار إلى أنه دار نقاش بينه وبين إخوته عن خطر تركها هناك، وأن ذلك لا يصلح، ولا يرضونه لأبيهم، وخصوصًا أنها تريد الحمل من والدهم. ويضيف بأنه تفوه في ذلك المجلس بكلمة، لم يستوعبها إلا بعد فترة، ونصها "الله يستر لا تحمل من صديقها هناك وتورط أبي". متسائلاً: "فهل تعتبر هذه الكلمة قذفًا؟ وماذا ينبغي علي فعله؟". وهنا طالبه الشيخ ابن حميد بالاعتذار عن هذه الكلمة في المجالس التي قالها فيها، سواء في مجلس إخوانه، أو أي مكان آخر، وقال: "عليك أن تعتذر، وتقول أنا أخطأت، وهذه كلمة كبيرة، وأنا أبرأ إلى الله منها". وأضاف فضيلته: "لا شك أن هذه الكلمة خطيرة، وخطيرة جدًّا، ولا ينبغي أبدًا. وأنت مخطئ ومسيء جدًّا في حق زوجة أبيك، ولا يجوز ذلك أبدًا بأي حال، والكلمة تشبه أن تكون قذفًا". وواصل: "ولهذا الذي أنصحك به أن تتوب إلى الله -عز وجل-، وألا تعود، وثانيًا تبيِّن لمن تكلمت معهم أنك أخطأت، وأنك مسيء، وأنك ظلمت زوجة أبيك، وأيضًا إذا أمكن أن تعتذر إليها إذا كان ذلك لا يسبب لك مشاكل، لكن الكلمة خطيرة، ولا تجوز بأي حال من الأحوال، والأصل فيها إن شاء الله السلامة". وشدد "ابن حميد": "وإن كان لا شك أن الإنسان يلاحظ أهله، ويحافظ عليهم، ومنهم زوجة أبيك، ووالدك يحافظ على زوجته وعلى أهله، وأنت تحافظ على أهلك.. فهذا شيء مطلوب، لكن لا يصل ذلك إلى القذف والاتهامات؛ فالمسلمون على خير، سواء كانوا في بلادك أو خارجها، فضلاً عن أن هذا من الغيبة والبهتان".