واشنطن – أظهرت دراسة حديثة أجرتها منظمة الصحة العالمية أن الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية هم أقل عرضة للبدانة مقارنة بأولئك الذين يتغذون بمسحوق الحليب، خصوصا إذا استمرت الرضاعة الطبيعية لمدة ستة أشهر على الأقل. وأوضحت الدراسة بعد متابعة عينة من حوالى 30 ألف طفل تراوح أعمارهم بين 6 إلى 9 سنوات في 16 دولة أوروبية "الأطفال الذين لم يرضعوا أبدا رضاعة طبيعية هم أكثر عرضة بنسبة 22 % للبدانة" من الأطفال الذين رضعوا رضاعة طبيعية لمدة ستة أشهر على الأقل. ونشرت هذه الدراسة خلال انعقاد المؤتمر الأوروبي للبدانة الذي يستمر حتى الأربعاء في غلاسكو. وقال مؤلفو الدراسة إن هذه النتائج يجب أن تحضّ السلطات الصحية على "تشجيع الرضاعة الطبيعية" كجزء من سياساتها الخاصة بالوقاية من السمنة مع تدريب أفضل للمهنيين الصحيين وضوابط تسويق أكثر صرامة لمصنعي الحليب ومزيد من التشريعات الوقائية للأمهات المرضعات. وفي دراسة أخرى نشرت في المؤتمر، أشارت منظمة الصحة إلى أن الكثير من الدول الأوروبية تكافح من أجل خفض مستوى البدانة لدى الأطفال رغم سياسات الوقاية الحالية. وتوصي المنظمة بالرضاعة الطبيعية الحصرية حتى عمر ستة أشهر واستمرارها "من ستة أشهر إلى سنتين أو أكثر" على أن تستكمل بنظام غذائي آخر. أظهرت دراسة أميركية حديثة أن الرضاعة الطبيعية تلعب دورا كبيرا في تطور نمو دماغ الأطفال الخُدج المولودين مبكرا، قبل اكتمال حمل الأم. الدراسة أجراها باحثون في مستشفى الأطفال الوطني بواشنطن، ونشروا نتائجها أمام المؤتمر السنوي للجمعيات الأكاديمية لطب الأطفال، الذي يعقد في الفترة من 14 أبريل/ نيسان إلى 1 مايو/ أيار 2019 بمدينة بالتيمور الأمريكية. والأطفال الخدج، مصطلح يطلق على كل طفل يولد قبل الأسبوع الـ37 من الحمل (الأطفال المبتسرين)، ويعانون مشاكل صحية، بسبب عدم إتاحة الوقت الكافي لتخلُّق أعضائهم، ويحتاجون إلى رعاية طبية خاصة، حتى تتمكن أعضاؤهم من العمل دون مساعدة خارجية. وتنصح منظمة الصحة العالمية، بأن يظل حليب الأم مصدر الغذاء الرئيسي للطفل حتى سن 6 أشهر، وتوصي بالاستمرار لاحقا بالرضاعة الطبيعية (مع الغذاء الصلب)، حتى وصول عمر الطفل إلى سن سنة.
مشاركة :