بيروت - أ ف ب - نزح حوالى 140 ألف شخص منذ شباط (فبراير) الماضي في محافظة إدلب ومحيطها بالتزامن مع بدء قوات النظام السوري وحليفتها روسيا تصعيدهما في المنطقة التي تسيطر على معظمها فصائل مسلحة، وفق ما أفاد الناطق باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ديفيد سوانسون. وقال سوانسون لوكالة «فرانس برس»: «منذ شباط الماضي، نزح أكثر من 138500 امرأة وطفل ورجل من شمال حماة وجنوب إدلب»، مشيراً إلى أن «بين هؤلاء 32500 شخص فروا بين 1 و29 الجاري». وانتقل النازحون إلى مناطق أخرى أكثر أمناً في محافظة إدلب وكل من حماة وحلب المجاورتين. وتسيطر فصائل مسلحة، على رأسها «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً)، على محافظة إدلب وأجزاء من محافظات حلب (شمال) وحماة (وسط) واللاذقية (غرب)، وهي منطقة يشملها اتفاق توصلت إليه موسكو الداعمة لدمشق وأنقرة الداعمة للفصائل المعارضة في أيلول (سبتمبر) الماضي، ينص على إقامة «منطقة منزوعة السلاح» بين مناطق سيطرة قوات النظام والفصائل. ولكن لم يُستكمل تنفيذ الاتفاق بعد، وتتهم دمشق أنقرة بـ «التلكؤ» في تطبيقه. وجنّب الاتفاق إدلب، التي تؤوي وأجزاء من المحافظات المجاورة نحو 3 ملايين نسمة، حملة عسكرية واسعة لطالما لوّحت دمشق بشنّها، إلا أن قوات النظام صعّدت منذ شباط الماضي وتيرة قصفها للمنطقة، خصوصاً جنوب إدلب والمناطق المحاذية قبل أن تنضم الطائرات الروسية لها لاحقاً. وأسفر التصعيد عن مقتل أكثر من 200 مدني، وفق الأمم المتحدة، التي أشارت أيضاً إلى أن القصف استهدف الأسبوع الجاري مدارس ومستشفيات. وأعرب سوانسون عن «قلق الأمم المتحدة البالغ تجاه التصعيد». ونتيجة القصف الذي طال إحدى مدارسها، نزح غالبية سكان قرية القصابية في جنوب إدلب إلى مناطق أكثر أمناً. وفي القصابية، شاهد مصور «فرانس برس» المدرسة وقد تدمر جزء من جدار إحدى غرفها. وفي ريف إدلب الجنوبي، حيث تقع القصابية، شاهد مصور متعاون مع «فرانس برس» اليوم الأربعاء الدخان الأسود يتصاعد عند أطراف إحدى القرى بعد استهدافها من قبل الطائرات الحربية، فيما كان يصرخ أحد الأشخاص «انتبهوا من الراجمة». ودعت الولايات المتحدة روسيا إلى احترام التزاماتها وإنهاء «التصعيد» في منطقة إدلب. وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية مورغان اورتاغوس: «ندعو جميع الأطراف، بينهم روسيا والنظام السوري، إلى احترام التزاماتهم بتجنب شن هجمات عسكرية واسعة، والعودة إلى خفض تصعيد العنف في المنطقة».
مشاركة :