أثنى المطارنة الموارنة على ما في الموازنة من إجراءات حسنة وضرورية وأساسية. لكنهم لاحظوا مع كثيرين "افتقارها إلى سياسة اقتصادية واجتماعية شاملة، وإلى خطة تضمن النمو الاقتصادي، وتخفض العجز، وتؤمن خدمة الدين العام، الداخلي والخارجي، وتوفر فسحة مالية كافية للاستثمار الدائم للنمو الحقيقي، من خلال القضاء على الفساد والحد من هدر المال العام، ومكافحة التهرب الضريبي، وجمع إيرادات الدولة، وتحسين الإدارة". وطالبوا "بالإسراع في دراسة الموازنة وإقرارها، فيما يحذر الكثيرون من خطر الإنهيار العام. وهم يؤكدون على أن من حق اللبنانيين الطبيعي والدستوري الانتماء إلى دولة إنقاذية راعية تحفظ كرامتهم، وتصون حريتهم، وتؤمن لهم الخدمات الحياتية اللازمة، دولة تعمل على التخفيف من هموم المعيشة على كل صعيد، وتسمح لهم بالانتقال بمواطنيتهم إلى سوية المجتمعات الديموقراطية الحق". وكان المطارنة الموارنة، عقدوا اجتماعهم الشهري في بكركي، اليوم (الاربعاء)، برئاسة البطريرك بشارة الراعي واصدروا بيانا وفيه: "ان كنائسنا احتفلت بعيد القيامة المجيدة بفرح كبير، لكن بهجة العيد لم تكتمل بسبب التفجيرات الإرهابية التي طالت عدة كنائس وفنادق في سريلانكا، وأودت بحياة حوالى مئتين وخمسين شهيدا وتركت أكثر من خمسمئة جريح"، مستنكرين هذه "الأعمال الإجرامية، ويعربون عن تضامنهم مع كنيسة سريلانكا وضحايا هذا الإعتداء الآثم". وسجل المطارنة بدايات تبدل في الموقفين العربي والدولي من مسألة النازحين السوريين، وهم يبدون ارتياحا إلى ذلك، ويدعون المسؤولين اللبنانيين إلى "مزيد من الوحدة والتضامن والمتابعة والتنسيق مع الجهات المعنية إقليميا ودوليا، بهدف تعزيز الأجواء المسهلة لهذه العودة، بما يسهم في استعادة سورية أبناءها وحفظ تاريخها وتراثها وثقافتها، ويعيد لهؤلاء النازحين حقوقهم المدنية والوطنية، ويرفع عن لبنان عبئا ثقيلا تعترف المرجعيات الدولية بأنه يفوق طاقته على احتماله". وناشدوا المجتمع الدولي "الإلتزام بقرارات الأمم المتحدة في شأن اللاجئين الفلسطينيين، والاسهام إسهاما فعالا بإعادة النازحين السوريين إلى ديارهم، وهم يؤكدون على حق لبنان في ممارسة سيادته واستقلاله وحرية قراره، والحفاظ على كل مقومات وجوده التعددي الفريد". ووجهوا تحية خاصة إلى عمال لبنان في عيدهم اليوم، وذكروا "أن هذا الشهر مكرس لإكرام العذراء مريم، ويرفعون صلواتهم بشفاعتها الى ابنها، أن يشع الأنوار في قلوب جميع أبناء هذه المنطقة المعذبة، ويضع فيها الحب بدل البغض، والمسامحة بدل الحقد، والسلام بدل الحرب. وهم يدعون أبناءهم الى إحياء هذا الشهر المبارك بالصلاة وعمل الخير، سائلين الله أن ينشر سلامه في لبنان والعالم".
مشاركة :