أكد مجلس الذهب العالمي في تقرير الخميس أن المصارف المركزية واصلت شراء الذهب بهدف التنويع بعيدا عن الدولار وسط مخاوف من الاضطراب الجيوسياسي، ما أدى إلى رفع أسعار المعدن الأصفر في الربع الأول من 2019. وقال أحد المسؤولين في المجلس جون ماليغان لوكالة فرانس برس إن “المؤسسات تميل إلى التنويع والابتعاد عن الدولار”. وبلغ حجم مشتريات المصارف المركزية من الذهب 145,4 طنا بزيادة نسبتها 68 بالمئة عن الفصل نفسه من 2018. وهو أفضل أداء لهذه الفترة منذ 2013. وهذا الأداء ساهم في زيادة الطلب الإجمالي (مستثمرون وحرفيون وأفراد ومصارف مركزية) على الذهب الذي ارتفع في الربع الأول من العام الجاري بنسبة سبعة بالمئة إلى 1053,3 طنا عما كان عليه في الفصل الأول من 2018. وقال التقرير إن “التنويع والرغبة في امتلاك موجودات آمنة وسيولة هما السببان الرئيسيان لهذه المشتريات”. وارتفع طلب المستثمرين المحترفين الذي لا يشترون سبائك بل منتجات مالية تستند إلى مخزونات الذهب، بنسبة 49 بالمئة عن الفصل الأول من 2018، لكنه بقي منخفضا نسبيا ولم يتجاوز 40,3 طنا في الربع الأول من العام الجاري. وقال التقرير إن الطلب الأوروبي “تأثر بالخطر الجيوسياسي القائم”، ويبدو أن المستثمرين البريطانيين التفتوا إلى الذهب للوقاية من خطر احتمال خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي بدون اتفاق. أما المستثمرون الأوروبيون الآخرون، فيعانون حسب ماليغان من “التعب من بريكست”، ويثير الوضع السياسي في إيطاليا قلقا أكبر لديهم. وعندما ترتفع أسعار الذهب يميل الأفراد إلى بيع مجوهرات للعائلة. من جهة ثانية قال ماليغان إنه في أغلب الأحيان حاليا عندما يواجه سوق المجوهرات ركودا “يمكن للصائغ أن يقرر بأنه الوقت المناسبة لتدوير احتياطاته” وتذويب مبتكراته. وهذه الظاهرة تسجل في دول تشهد خطر اضطرابات جيوسياسية كبيرة مثل إيران حيث تراجع الطلب على المجوهرات بنسبة عشرة بالمئة إلى 9,6 أطنان بينما ارتفع الطلب على سبائك وقطع الذهب بنسبة عشرين بالمئة إلى 11,2 طنا.
مشاركة :