مخطط لتفجير طائرة الاتحاد الإماراتية..

  • 5/2/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

صدر  أول حكم بالإدانة في قضية محاولة تفجير طائرة ركاب بقنبلة تعود أحداثها إلى عام 2017، ما كان سيؤدي إلى كارثة ستودي بحياة المئات من الأشخاص. طائرة ركاب إماراتية كانت متجهة من سيدني الأسترالية إلى الإمارات في 15 تموز/يوليو من عام 2017، وعلى متنها 400 شخص، من بينهم 120 لبنانيا، بالإضافة إلى طاقمها. وزير العدل الأسترالي حينها مايكل كينان قال إن النتائج “كانت يمكن أن تكون كارثية”، لو نجح المخطط. المحاولة وصفتها الشرطة الأسترالية بأنها كانت “واحدة من أخطر المحاولات الإجرامية التي كان من المزمع تنفيذها على أراض أسترالية”. شقيقان هما خالد ومحمود الخياط خططا “بإيعاز من داعش” لاستهداف رحلة جوية لخطوط شركة الاتحاد الإماراتية لكن المخطط فشل وقدمت أستراليا المتهمين للمحاكمة. وتبين أن المؤامرة لم تقتصر على تفجير طائرة فحسب، بل أنه بعد فشل المخطط، حاول المتهمان إطلاق غاز سام في مكان عام بهدف إلحاق الأذى بأكبر عدد ممكن. ويوم الأربعاء، أدانت محكمة أسترالية خالد الخياط (51 عاما) بتهمة التآمر لتفجير الطائرة، وسوف تعلن عن العقوبة المناسبة بحقه في تموز/يوليو المقبل ويتوقع أن تكون السجن مدى الحياة. ماذا حدث؟ أربعة أشقاء هم خالد ومحمود وعامر وطارق، وجميعهم لبنانيون، وردت أسماؤهم في القضية. خالد ومحمود المتهمان الرئيسيان في القضية، وطارق الذي انتقل إلى سوريا قبل الجريمة بنحو عام للقتال في صفوف داعش في الرقة، وعامر الذي وضعت في حقيبته القنبلة المزعومة قبل صعوده الطائرة المتجهة إلى الإمارات. بعد المحاولة الفاشلة، نفذت الشرطة الأسترالية حملة مداهمات، واستطاعت الوصول إلى الشقيقين خالد ومحمود الخياط يوم 27 تموز/يوليو من عام 2017. تعرف خالد على تنظيم داعش بواسطة شقيقه طارق، وتواصل مع قيادي في التنظيم. بدأت هذه الاتصالات في نيسان/أبريل 2017. مسؤولون أميركيون قالوا لرويترز إن جهاز استخبارات أجنبيا رصد اتصالات بين المتهم والتنظيم، لكنهم لم يحددوا جنسيته. المدعون الأستراليون ذكروا خلال جلسات المحاكمة أن قياديا في تنظيم داعش أرسل مكونات العبوة الناسفة عن طريق الشحن الدولي، وأعطى توجيهات للشقيقين بشأن طريقة صنعها. وتقول التحقيقات إن المتفجرات أرسلت جوا من تركيا. الاتهامات أشارت إلى أنهما وضعا القنبلة داخل مفرمة لحم في حقيبة شقيقهما عامر قبل توجه الثلاثة إلى مطار سيدني في ذلك اليوم لتوديع شقيقهما. شاءت الأقدار أن تكون الحقيبة أثقل من الوزن المصرح بحمله على متن الطائرة، فلم تعبر المنطقة الأمنية. غادر عامر على متن الطائرة من دون الأمتعة الزائدة. وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق أكد أن عامر الخياط وصل إلى لبنان في ذلك اليوم، ما يعني أنه غادر أستراليا بالفعل. الادعاء ذكر أن القنبلة تم تفكيكها بعد محاولة المطار الفاشلة وتم لفها بالبلاستيك ووضعها في مرآب خالد الخياط، وقد عثرت الشرطة على أجزاء منها عند مداهمتها منزله. محامي خالد الخياط أكد أن موكله لم يتبن أبدا أفكارا متطرفة ولم يحضر أبدا لعمل إرهابي، لكنه لم ينف اتصاله بشقيقه والقيادي في داعش، ومع ذلك أكد المحامي أنه كان يريد التخلص من عبئهما، بل تمنى أن يموت شقيقه خلال المعارك بسوريا. صحيفة “ذي أستراليان” ذكرت أنه غير قناعاته بشأن الجريمة عندما ذهب إلى المطار وشاهد أطفالا، فقد أبلغ خالد الشرطة عند استجوابها له أنه قال لنفسه وهو في المطار: “لا تفعل ذلك. لا تكن غبيا” ثم أزال القنبلة. قال خالد للشرطة إنه تأثر بمشاهد قتل الأطفال في سوريا، وأراد الانتقام من الإمارات لأنها، بحسب تعبيره، تمول عمليات قتل الأطفال هناك.أما محامي محمود فقال إنه ذهب إلى المطار مع شقيقه خالد من دون أن يعلم أبدا بالمخطط، وإنه جلس في سيارته خارج المطار انتظارا لعودة خالد، الذي عاد ومعه أمتعة، قام بوضعها في السيارة. وتشير التحقيقات إلى أنها الأمتعة التي لم تصل الطائرة، وكان بداخلها القنبلة. ويبدو أن الشرطة الأسترالية برأت عامر الذي قالت إنه حاول تسجيل أمتعته في المطار دون معرفة أنها تحتوي على قنبلة أعطاها له شقيقه.وزير الداخلية اللبناني أوضح أن الأشقاء الأربعة، وجميعهم لبنانيون، كانوا جميعا موضع مراقبة لمدة عام، وقال إن خالد ومحمود وعامر كانوا يزورون لبنان بين الحين والآخر. غاز سامتشير التحقيقات أيضا إلى أن الشرطة كشفت مخططا كان في مراحله الأولية لصنع جهاز لنشر غاز كبريتيد الهيدروجين السام. هذا المخطط أيضا كان بإيعاز من داعش. عثرت الشرطة على مواد كيميائية أولية ومكونات أخرى لدى الشقيقين خالد ومحمود لكن كان لا يزال أمامهما شوط كبير قبل تصنيع جهاز فعال.وتبين أن مناقشات “تمهيدية وافتراضية” بين المتهمين وداعش تشير إلى مخطط لنشر الغاز في مكان مزدحم مثل وسائل المواصلات العامة. وخلال جلسات محاكمة الشقيقن بالمحكمة العليا في نيو ساوث ويلز، كشف المدعون أنه خلال القبض على خالد، عثر في محفظته على ورقة بها حروف عربية ورموز وأرقام.خبراء التحليلات الجنائية والمترجمون أكدوا أن البيانات المكتوبة في الورقة هي المعادلة الرياضية لتصنيع الغاز السام القابل للاشتعال. يذكر أن أستراليا كانت قد رفعت مستوى التهديد الإرهابي في أيلول/سبتمبر 2014 وسط مخاوف من شن اعتداءات مستوحاة من تنظيمات مثل داعش. ومنذ ذلك الحين أحبطت 13 مخططا إرهابيا.

مشاركة :