منير عتيبة: كتاباتي تخلو من الثرثرة

  • 5/3/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

يتنوع إبداع الأديب المصري منير عتيبة بين الرواية والقصة والمسرح والكتابة الإذاعية والسيناريو، لكن صيته ذاع مع إبداعه في القصة القصيرة جداً، وكان أول من حاز جائزة الدولة التشجيعية في هذا المجال عام 2015. "الجريدة" التقته في حوار حول تجربته مع الكتابة المكثفة، فأكد أن أعماله الأدبية تخلو من الثرثرة، كما أشار إلى جديد أعماله التي ستصدر قريباً. ● متى بدأت علاقتك بالقصة القصيرة جداً؟ - بدأت علاقتي بالقصة القصيرة جداً منذ نحو 20 عاماً، كنت أقرأ نصوصاً قصيرة جداً شعرية ونثرية، وكنت أُعجب بها، وأعرف أنها ليست سهلة، وذات يوم ألحّ عليّ نص وأنا في الشارع قُرب مكتب الأديب الراحل خالد السروجي المحامي، فذهبت إليه، وطلبت ورقة وقلماً، وكتبتُ النص، كان من ثلاثة أسطر، قرأه خالد، فتهلل، وقال لي: "هذا طريق جديد، لو واصلت فيه سيميزك"، فقد لاحظ أنني في قصصي القصيرة ورواياتي ومقالاتي أنحو إلى الإيجاز، ولا أحب الثرثرة، وكأن جملة السروجي كانت إلهاماً ما، فواصلت الكتابة في هذا المجال. ● ما الذي تحققه القصة القصيرة جداً من متعة للقارئ، وهل يستلزم الأمر قارئاً بعينه لاستيعاب هذا النص المكثف؟ - كل عمل يحتاج قارئاً بعينه، ليس كل قارئ يستطيع قراءة كل رواية، أو كل مجموعة قصصية، فالأذواق والأفكار والتوجهات متباينة جداً، أما القارئ التي تحتاج إليه القصة القصيرة جداً فهو قارئ على قدر معقول من الثقافة، ومن القدرة على اللعب مع النص لفكّ شفراته، وحل كثافته للتواصل مع فكرته، وهي لعبة ممتعة لمن يحب كتابتها وقراءتها، وليست بالضرورة للجميع. • هل ثمة مواصفات يجب أن تتوافر في كاتب القصة القصيرة جداً؟ - يجب أن يكون كاتباً أولاً، وأن يكون على درجة متميزة من المعرفة بأدوات فنّه وصعوبته، لأن البعض يستسهل القصة القصيرة جداً، بظن أنها عدد قليل من الكلمات تُرص بجوار بعضها البعض. كذلك يجب أن يكون الكاتب ذا رؤية ما للعالم والحياة والعلاقات الاجتماعية الإنسانية، وأن يكون قادراً على بث هذه الرؤية في عمله. • ما العوالم التي تدور في رحاها ومضاتك القصيرة للغاية؟ - العلاقات الإنسانية، التحاور مع التراث بشقيّه الشعبي والرسمي، المواطن والسلطة، والحرية، واحترام الآخر، والإنسان والحيوان، وحتى الجماد. • التكثيف الشديد هل يحرم النص من فرصة تحويله إلى عمل درامي، مثلما الحال بالنسبة للرواية أو القصة القصيرة مثلاً؟ - يفترض أن الكاتب الذي اختار جنساً أدبياً معيّناً ليكتب فيه أن يُخلص له، ولا يعتبره مجرد وسيلة إلى جنس آخر، فكاتب الرواية عليه أن يكتبها كرواية ولا يضع عينه على السينما أو غيرها، لو ظهر بعد ذلك أنها يمكن أن تُحوّل إلى السينما أو التلفزيون أو المسرح، فهذا أمر جيّد، لكن أن تكتب رواية وذهنك مشغول بالسينما، فلماذا لا تكتب سيناريو مباشرة؟، لأن الرواية لن تعطيك من ذاتها الكثير، لأنك غير مخلص لها، والأمر كذلك بالنسبة للقصة القصيرة جداً، أكتبها لأنني أحب أن أكتبها، لا لأمر آخر. ● حصدك جائزة الدولة التشجيعية عام 2015، هل كان ذلك بمنزلة اعتراف رسمي بأهمية هذا اللون الأدبي؟ - سعدت بهذه الجائزة جداً على المستوى الشخصي، وعلى مستوى جنس أدبي يكتب فيه الكثيرون، يجيد فيه البعض، لكن لا يحصل على الاعتراف الكافي، فكان تخصيص جائزة الدولة للقصة القصيرة جداً بمنزلة اعتراف كبير ومحترم بها. ● كتبت الرواية أيضاً، وهي عمل يحتاج إلى نفَس طويل.. كيف تفسر لنا ذلك؟ - لاحظ صديقي الناقد د. هيثم الحاج علي أنني - وربما جيلي كله - نكتب الرواية بحبر القصة القصيرة، ذلك الحرص الشديد على التكثيف والإيجاز، وعدم قول ما لا يحتاج إليه القارئ، لذلك تجد أعمالنا الروائية والقصصية ليست كبيرة الحجم، لأنها غالباً تخلو من الثرثرة التي تضر الأدب أيّما ضرر. ● يتنوع إبداعك بين القصة والرواية والمسرحية والكتابة للطفل والنقد الأدبي... في أي منطقة تجد نفسك أكثر عطاء؟ - أضف إلى ذلك الكتابة الإذاعية والسيناريو... أجد نفسي أكثر فيما أكتبه أثناء كتابته، أما العطاء فلا أحكم عليه، بل يحكم عليه من يقرأ كتاباتي. ● ماذا في جعبتك من أعمال جديدة ربما تخرج إلى النور قريباً؟ - في المطبعة كتاب "تقرير الحالة السردية المصرية 2015"، وسوف يصدر هدية مع مجلة عالم الكتاب عدد أبريل، وفي سلسلة كتاب الهلال يصدر خلال مايو الجاري كتابي النقدي الجديد "في عالم الرواية العجيب"، إضافة إلى تعاقدي مع دار المعارف على نشر سلسلة تبسيط علوم للأطفال بعنوان "نوجا في المعمل".

مشاركة :