أنقرة - قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الخميس إن أنقرة وواشنطن تقتربان من الاتفاق على تفاصيل منطقة آمنة مزمعة في شمال شرق سوريا على الحدود التركية. جاء ذلك خلال رد الوزير على سؤال في مؤتمر صحفي بشأن المحادثات التركية هذا الأسبوع مع المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا. وتأتي تصريحات الوزير التركي بعد الخلافات الحادة بين الرئيسين التركي رجب طيب اردوغان والأميركي دونالد ترامب حول الدعم الأميركي المقدم للأكراد في سوريا. وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو حذر خلال لقائه في واشنطن الأربعاء 4 ابريل/نيسان نظيره التركي مولود تشاوش أوغلو من "التداعيات المدمّرة المحتملة" لأي عمليّة عسكرية تركية في شمال شرق سوريا. وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان إنّ "الوزير بومبيو أعرب عن دعمه للمفاوضات الجارية حول شمال شرق سوريا، محذّراً في الوقت نفسه من التداعيات المدمّرة المحتملة لأيّ عمل عسكري تركي أحاديّ الجانب في المنطقة". وهدد ترامب في يناير/كانون الثاني تركيا بكارثة اقتصادية أذا شنت هجوما ضدّ الأكراد بعد انسحاب القوات الأميركية من سوريا، داعيا في الوقت نفسه الأكراد إلى عدم "استفزاز" أنقرة. وردت تركيا بالتأكيد على أنها ستواصل مكافحة وحدات حماية الشعب الكردية السورية المدعومة من واشنطن ودعت واشنطن الى احترام "الشراكة الإستراتيجية" بين البلدين. وحاول بومبيو طمأنة الحلفاء الأكراد للولايات المتحدة بتأكيده أن الولايات المتحدة قادرة على حمايتهم على الرغم من سحب ألفي جندي أميركي منتشرين في سوريا لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية، الذي أعلن عنه الرئيس ترامب في كانون الأول/ديسمبر الماضي. ورحبت تركيا بهذا الانسحاب الذي يضعف وضع المقاتلين الأكراد. وفي الواقع تواجه وحدات حماية الشعب الكردية التي تعد العمود الفقري لمكافحة الجهاديين على الأرض، تهديد هجوم محتمل من تركيا المجاورة لسوريا. واختُتمت الجمعة في كازاخستان محادثات حول سوريا استمرت يومين بمشاركة إيران وروسيا وتركيا من دون تحقيق أي تقدم ملموس حول إنشاء لجنة دستورية تقود تسوية سياسية في البلاد التي دمّرتها الحرب. وتقود روسيا، حليفة الرئيس السوري بشار الأسد، الجهود الدبلوماسية في كازاخستان، التي تعرف باسم "مسار أستانا"، والتي همّشت إلى حدّ بعيد الجهود الدبلوماسية التي تبذلها الأمم المتحدة في سوريا. ووافقت المعارضة السورية العام الماضي على الانضمام لعملية إعادة كتابة الدستور تحت إشراف الأمم المتحدة بعد مؤتمر للسلام في مدينة سوتشي الروسية. وذكرت وزارة الخارجية التركية الجمعة أن الأطراف المشاركة في مباحثات أستانة حول سوريا، أكدت عزمها على تنفيذ الاتفاقيات الخاصة حول استقرار الوضع في إدلب. جاء ذلك في بيان صادر عن وزارة الخارجية التركية حيث أوضح أن الدول الضامنة تناولت في الاجتماع المستجدات على الساحة السورية، والجهود الرامية لإيجاد حل سياسي للصراع السوري. وأضاف أن الأطراف اتفقت على الحفاظ على التنسيق فيما بينها فيما يتعلق بالأوضاع في مناطق شرق الفرات بسوريا. وحسب البيان، أعربت الدول الضامنة عن رفضها للأجندات التي تستهدف وحدة التراب والكيان السياسي لسوريا، وتهدد الأمن القومي للدول المجاورة. وأوضح أن الأطراف رحبت بالخطوات المتخذة في إدلب بما في ذلك الدوريات المشتركة (بين تركيا وروسيا).
مشاركة :