كثف الجيش السوري والقوات الروسية ضرباتهما الجوية، وقصفهما البري على مواقع مسلحي «جبهة النصرة» والفصائل المتحالفة معها في ريف إدلب شمال غربي سوريا، الليلة قبل الماضية، فيما نددت الأمم المتحدة، باستهداف المنشآت التعليمية والصحية في تلك المناطق، بينما نفت موسكو مقتل أربعة من جنودها في ريف حماة، في حين قصفت القوات التركية مواقع الوحدات الكردية في «تل رفعت» بريف حلب.وقال المرصد السوري، في بيان،: «إن القطاعات الجنوبية من الريف الإدلبي وقطاعات حماة (الشمالية والغربية والشمالية الغربية)، تشهد تحليقاً متواصلاً لأسراب من طائرات النظام الحربية والمروحية، بالتزامن مع استمرار الاستهداف المكثف في اليوم الثالث من التصعيد الأعنف على الإطلاق منذ بدء اتفاق الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان». وحسب المرصد، «ألقت الطائرات المروحية أكثر من 54 برميلاً متفجراً، منذ صباح أمس، على مناطق عدة بريفي حماة وإدلب؛ منها: كفرنبودة والهبيط، وبسقلا وأطرافها، وأطراف حاس الشمالية والجنوبية». ومن جانبه، قال منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية بانوس مومسيس: «إن مدارس ومنشآت صحية ومناطق سكنية أصيبت في أسوأ حملة قصف منذ 15 شهراً شمال غربي البلاد». وأضاف مومسيس: «لدينا معلومات بأن منشآت تعليمية ومنشآت صحية ومناطق سكنية تتعرض للقصف من طائرات هليكوبتر ومقاتلات... القصف بالبراميل هو أسوأ ما شهدناه منذ 15 شهراً على الأقل». وقالت خولة السواح نائبة رئيس منظمة «يونيون أوف مديكال كير آند ريليف»؛ (اتحاد المنظمات الإغاثية الطبية «أوسم»)، في بيان الأربعاء، «يجري إخلاء المنشآت الطبية، مما يدع من هم أكثر عرضة للخطر من دون رعاية طبية. نحن على شفا كارثة إنسانية». واتهمت وسائل الإعلام السورية، نقلاً عن مصادر عسكرية، الفصائل المسلحة، مشيرة إلى أن الضربات استهدفت «جماعات إرهابية» في بلدات في شمال حماة؛ منها: كفر نبودة. وأشارت إلى أن جماعات تابعة لتنظيم «القاعدة» شنت هجمات بطائرات مُسيّرة على قاعدة «حميميم» العسكرية الروسية الرئيسية قرب الساحل السوري. ورداً على التصعيد، قال معارضون: «إنهم نفذوا عدة هجمات صاروخية على مواقع للجيش، بما في ذلك قاعدة بريديج في شمال حماة، مما أدى إلى مقتل وإصابة أربعة جنود روس على الأقل في هجوم بقذيفة مورتر أصابت عربتهم»؛ لكن وزارة الدفاع الروسية نفت، أمس، صحة ما تداولته وسائل إعلام حول مقتل 4 جنود روس؛ جرّاء قصف للمسلحين في محافظة حماة. وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان: «خلال الآونة الأخيرة، لم يقتل أي جندي روسي على أراضي الجمهورية العربية السورية​​​. وإن كافة ممثلي القوات المسلحة الروسية المتواجدين في سوريا في آمان وسلام وبصحة جيدة، ويؤدون المهام الموكلة إليهم». ووصفت الوزارة، المعلومات حول مقتل العسكريين الروس الأربعة ب«المُزيفة». إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع التركية، أمس، أن قواتها في مناطق عملية «درع الفرات» قصفت بالدبابات والمدفعية مواقع ل«وحدات حماية الشعب الكردية» في مدينة «تل رفعت» بريف حلب. وأوضحت الوزارة في تغريدة على «تويتر»، أن القصف جاء رداً على هجمات استفزازية قام بها مسلحو «الوحدات الكردية» ضد القوات التركية المتمركزة في مناطق «درع الفرات».( وكالات)