كيفية توجيه الأبناء نحو التخصص الجامعي

  • 5/3/2019
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

يتحمل الوالدان مسؤولية مهمة في مساعدة الأبناء على تحديد مستقبلهم الدراسي وفقا لاستعداداتهم وميولهم وكذلك وفقا لما يتناسب مع ظروف سوق العمل وفرص التوظيف. وتعد القرارات المتعلقة بالدراسة الجامعية من أهم القرارات التي يتخذها الابن والأسرة والتي ترسم مسار حياته الأكاديمية والمهنية مستقبلا. وفي كثير من الأحيان يقف الابن حائرا عند اختيار التخصص الجامعي: فهل يختار التخصص السهل الذي يضمن اجتيازه بلا عوائق ولا مصاعب؟ أم يختار التخصص الصعب الذي يتطلب جهدا أكبر؟ وأي التخصصات الدراسية ذات فرص أفضل في سوق العمل؟ وأي التخصصات التي يعاني الخريجون منها من تشبع سوق العمل وقلة فرص التوظيف؟ هل يختار التخصص الذي يتناسب مع ميوله واهتماماته؟ أم يختار التخصص الذي ينصح به الأصدقاء وأفراد الأسرة؟ كثيرا ما نتحدث مع الطالبات والطلبة خلال عملنا في الجامعة ونوجه السؤال المهم: لماذا اخترت هذا التخصص الجامعي تحديدا؟ هناك من يقول اخترته لأن أبي قال إنه تخصص جيد، وهناك من يقول إنه اختاره لكي لا يفترق عن رفاقه وأصدقائه، وهناك من يختار تخصصا معينا هربا من مواد اللغة الإنجليزية أو الرياضيات. وكذلك نجد الكثير من الطلبة يختار تخصصا لا يعلم عنه أي شيء. لا يعلم ما طبيعة المواد التي يتم دراستها في ذلك البرنامج، ولا طبيعة الوظائف التي يمكنه العمل بها مستقبلا بعد التخرج، وكثير من الطلبة لا يمتلك مهارة اتخاذ القرار ولا القدرة على تحمل المسؤولية ويفتقر إلى الثقة في النفس. يكتشف الطالب بعد فترة من دخوله الجامعة أن ذلك التخصص الذي اختاره لا يتناسب مع قدراته ولا ميوله ولا اهتماماته. فماذا يحدث؟ قد يتعثر الطالب دراسيا ويضطر لتغيير تخصصه والانتقال إلى كلية أخرى مما يضيع عليه سنة دراسية أو أكثر. وقد يجبر الطالب نفسه على مواصلة الدراسة من دون استمتاع أو استفادة حقيقية. وقد يلقي باللوم على والديه اللذين قاما بتوجيهه إلى هذا التخصص أو ذاك. من المهم أن يعتاد الابن على مجموعة من المهارات المهمة منذ سنوات حياته الأولى ومن قبل الوصول إلى سنة التخرج من الثانوية بفترة طويلة. وهذه المهارات تشمل الاعتماد على النفس، والقدرة على اتخاذ القرار وتحمل المسؤولية، وتجنب الاتكالية والاعتماد على الآخرين في جميع الأمور، وتحديد الأهداف الواقعية والعمل على تحقيقها بجد واجتهاد. كما أن هناك مهارات مهمة للنجاح في الحياة الجامعية أهمها مهارات حل المشكلات، والتواصل الفعال، والثقة بالنفس والعمل مع الآخرين. وللأسرة دور مهم في تنمية هذه المهارات التي تسهل على الابن اتخاذ القرار المتعلق بدراسته وحياته بشكل عام. ولذلك لا بد للوالدين من التحاور مع أبنائهم حول طموحهم المستقبلي وتخصيص وقت كاف للتعرف على اهتمامات الابن وميوله وقدراته العقلية والدراسية. من الضروري تجنب إرغام الابن على تخصص جامعي معين لا يتناسب مع ميوله واهتماماته. والتعرف على نتائج الابن دراسيا والمواد التي يظهر فيها تفوقا واهتماما. ومعرفة ميول الابن من خلال المشاركات والفعاليات والمسابقات. وقد يسعى بعض أولياء الأمور إلى جعل أبنائهم تكملة لهم فيجبرونهم على الدراسة في تخصصات معينة تتوافق ومجال الوالدين المهني ويتجاهلون شخصية الابن ورغباته الشخصية. قد يفضل ولي الأمر أو الابن تخصصا معينا وذلك لأن أحد الأقارب أو الأصدقاء قد التحق بذلك البرنامج الدراسي. أو لأن التخصص ذو سمعة أو مكانة اجتماعية عالية. وتكمن المشكلة عندما لا يتوافق هذا التخصص مع قدرات واهتمامات الابن فينتهي به المطاف إلى دراسة تخصص معين لمجرد تقليد الآخرين. فمن المهم تجنب إحباط الابن بسبب المعدل أو مقارنته بالآخرين وكذلك عدم استصغار بعض التخصصات ولا سيما إذا كانت تتناسب مع ميول الطالب. فقد نجد طالبا ذا معدل عال يختار تخصصا ينظر إليه المجتمع نظرة محدودة أو ضيقة ولكن بإمكان الطالب أن يتفوق في هذا التخصص ويبدع ويحقق نجاحا عاليا. جمع معلومات عن التخصص من مصادر مختلفة أمر مهم وذلك من خلال الإنترنت، وموقع الجامعة، والمتخرجين من التخصص والتأكد من جودة التعلم في تلك المؤسسات. ومراجعة مكتب الإشراف المهني بالمدرسة من قبل الابن وولي الأمر. وكذلك وجب الاهتمام بالتعرف على طبيعة سوق العمل والفرص المتاحة التي تتناسب مع التخصص الجامعي. يمكنك زيارة موقع جودة التعليم والتدريب للتعرف على مراجعات الجامعات الحكومية والخاصة بمختلف التخصصات. كما يمكنك التواصل مع وزارة التربية والتعليم للتأكد من اعتمادية الشهادات المقدمة من الجامعات الأجنبية. كذلك توفر الجامعات المحلية والخارجية توصيفا للبرامج المقدمة والمساقات الدراسية المطلوبة للتخصصات المختلفة. أفضل هدية يقدمها أولياء الأمور لأبنائهم التوجيه والمساعدة وتوفير المعلومات وكذلك الحوار البناء بعيدا عن العواطف والانفعالات. تدخل أولياء الأمور من خلال النصح والتوجيه أمر مهم ولكن الأهم تجنب الضغط النفسي والإجبار وتعويد الابن على تحمل المسؤولية والثقة بالنفس. ‭{‬ (كلية البحرين للمعلمين).

مشاركة :