أكد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش أن ميليشيات مسلحة تسيطر على العاصمة الليبية طرابلس تقف حجرة عثرة أمام مساعي الحل السياسي لخروج البلاد من الأزمة. وشدد على أن الأولوية الملحة اليوم في ليبيا لإيجاد مخرج سياسي يضمن استقرار البلاد، التصدي لهذه الميليشيات الخارجة عن القانون ومحاربة التطرف والإرهاب. وقال قرقاش في تغريدة له على تويتر "أتاح اتفاق أبوظبي فرصة لدعم العملية التي تقودها الأمم المتحدة، لكن في الوقت ذاته لا تزال فصائل متطرفة تسيطر على العاصمة وتعطل البحث عن حل سياسي". وأضاف "الأولوية في ليبيا هي التصدي للتطرف والإرهاب ودعم الاستقرار في أزمة طال أمدها".وتُوجت مساعي دولة الإمارات العربية المتحدة لتقريب وجهات النظر بين الأطراف الليبية باتفاق أبوظبي الذي حظي بدعم ومباركة غربية، حيث أشادت كل من بريطانيا وفرنسا وإيطاليا والولايات المتحدة بجهود أبوظبي حيال الملف الليبي. لكن ارتهان رئيس حكومة الوفاق فائز السراج إلى سلطة الميليشيات المصلحة التي تسيطر على مقدرات سكان العاصمة، حال دون ترجمة هذا الاتفاق على أرض الواقع. كما أعربت أبوظبي عن دعمها وتقديرها للدور الذي يلعبه الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر في محاربة الإرهاب والتطرف والتصدي للجماعات المسلحة التي استغلت هشاشة الوضع الأمني بعد سقوط نظام القذافي. ويندرج الدعم الإماراتي لجهود خليفة حفتر في إطار توجه غربي يعوّل على الجيش الليبي، باعتباره صمام أمان استقرار البلاد، لمحاربة التنظيمات الإرهابية التي باتت تتخذ ليبيا قاعدة لعملياتها الموجهة لأوروبا والتصدي كذلك لتيارات الإسلام السياسي. وحظيت معركة تحرير طرابلس التي أطلقها حفتر من أجل وضع حد لسطوة الميليشيات المسلحة، بضوء أخضر أميركي روسي، وبات قائد الجيش الليبي يحوز على دعم واضح من عواصم غربية، فضلا عن حاضنة عربية واسعة تضم بدورها دولا ذات تأثير مثل مصر.ويشار إلى أن قوات حفتر تمكنت من تحقيق نجاحات كبيرة في معكرة طرابلس وأحكمت قبضتها منذ أيام على مداخل العاصمة الليبية بانتظار اللحظة الحاسمة التي يصدر فيها القرار بدخول المدينة، وتمركزت القوات في الضواحي الجنوبية لطرابلس على بعد نحو 11 كيلومترا عن وسط المدينة. وينتهج قائد الجيش الوطني الليبي سياسة التريث في عملية تحرير طرابلس حفاظا على أرواح المدنيين وحقنا للدماء، إضافة إلى وجود مؤشرات رفض واضحة من سكان المدينة لسطوة الميليشيات وارتهان السراج لأوامرهم، وتمرد عديد المسؤولين عن حكومة الوفاق واعلان دعمهم لمعركة تحرير طرابلس. وكانت مقاربة الإمارات حيال ملف الأزمة الليبية ترتكز بالأساس على ضرورة القضاء بشكل جذري على الجماعات المسلحة ومحاربة الإرهاب والتطرف الذي وجد حاضنة في ليبيا من خلال جماعة الإخوان المسلمين التي تضمن لهم الدعم من تركيا وقطر. وتأتي عملية تحرير طرابلس بعد نجاحات عسكرية كبيرة ولافتة في الجنوب الذي كان متروكا لسيطرة جماعات خارجية سواء من التنظيمات المتشددة أو من عناصر محسوبة على المعارضة التشادية، وأرسلت هذه النجاحات إشارات قوية إلى الخارج مفادها أن الجيش الوطني الليبي الذي سيطر على الفوضى يسير بالبلاد نحو التعافي.
مشاركة :