ندوة عن "التسامح بين الثقافات" في مؤسسة العويس الثقافية

  • 5/3/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

عقدت مؤخرا في مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية ندوة فكرية بعنوان “التسامح بين الثقافات”، شارك فيها كل من رفيعة غباش وغانم السامرائي وأسامة منير إبراهيم، وأدارها محسن سليمان. وقد افتتح الندوة سليمان موسى الجاسم نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية بكلمة ترحيبية أكد فيها على أن ثقافة التسامح ليست جديدة في مجتمعنا، إنما تمتزج بحياتنا الاجتماعية بشكل يومي، فمعظم تقاليدنا ترتبط بهذه الثقافة، وقد ورثناها عن آبائنا وأجدادنا.. كقولهم “العفو عند المقدرة، وعفا الله عما سلف، والمسامح كريم”، وغيرها من تعاليم عاشت وترسّخت معنا منذ أن وُلدنا، بل أصبحت مجتمعاتنا العربية الإسلامية مجتمعات تبنى على هذه الثقافة. وانطلقت أعمال الندوة بأوراق عمل وبحوث صبت في خانة التسامح وعمقت القيم الإيجابية والانفتاح على الثقافات والشعوب في المجتمع، حيث عرض أسامة إبراهيم لمفهوم التسامح في الغرب من خلال آراء الكتّاب والمفكرين وضرب بعض الأمثلة التي ساهمت في إغناء فكرته عن الموضوع، وخاصة أنه تصدّى لترجمة كتاب “التسامح بين الفضائل” لمؤلفه جون.أر.بولين، الذي احتوى على أكثر من 150 مرجعا، فضلا عن استعراض آراء مفكّرين غربيين عن التسامح في الحياة والتسامح في السياسية. وبيّن إبراهيم الفرق بين التسامح عند فلاسفة عصر التنوير وفلاسفة العصور المتأخرة. أما الباحثة رفيعة عبيد غباش فعرضت خلال الندوة صيغة التعايش والتقبّل في مجتمع الإمارات قبل ظهور الدولة، وأشارت إلى نماذج اجتماعية تركت بصمة في المكان دون أن يكون هناك قانون أو دستور سوى البعد الاجتماعي والمحتوى الفطري الذي أعطى للتسامح شكلا من أشكال التعامل اليومي بين الناس من مختلف الأعراق والأديان والثقافات. وبدوره قدّم غانم جاسم السامرائي شرحا فلسفيا لثقافة التسامح بين المجتمعات، وذهب إلى حكايات تاريخية للتدليل على فكرته عن التسامح، خاصة منذ ظهور الإسلام في المنطقة وما حمله من عفو واحترام للفرد، حتى تحوّل التعايش إلى قيمة أخلاقية يلمسها أبناء الإمارات وكذلك كل الدول، وجاء بأمثلة من تجارب ذاتية خلال عمله في الجامعة أكدت أن التسامح روح فطرية في البشر تحتاج إلى مسحة صغيرة لتتوهج.

مشاركة :