كشفت منصة “هولو” الإلكترونية للفيديو التي باتت مملوكة لـ”ديزني”، الأربعاء عن مجموعة كبيرة من المسلسلات الجديدة في مؤشر إلى طموحاتها الكبيرة لمواجهة عمالقة البث التدفقي، والسيطرة على أكبر حصة ممكنة من هذه السوق التي تشهد نموا متواصلا ومنافسة حادة. وتضم “هولو” 28.1 مليون مشترك في الولايات المتحدة بينهم 26.1 في خدماتها المدفوعة، في مقابل 25 مليونا نهاية 2018 و12 مليونا قبل ثلاث سنوات. وحققت الشبكة نموا أسرع من منافستها “نتفليكس” (60.2 مليون مشترك في الولايات المتحدة) إذ لم تستقطب هذه الأخيرة سوى 1.7 مليون مشترك خلال الأشهر الثلاثة الأولى من 2019، رغم أنها تعتبر المهيمنة على هذه السوق منذ سنوات. ومع شراء أبرز الأصول العائدة لمجموعة “فوكس” في مارس، رفعت “ديزني” حصتها في رأسمال “هولو” من 30 بالمئة إلى 60 بالمئة وباتت تهيمن على المنصة. وتسعى المجموعة العملاقة في مجال الترفيه عبر هذه الخدمة إلى استقطاب مستخدمين من فئات عمرية أكبر لتكون مكمّلة لمنصتها المستقبلية “ديزني بلاس” التي تتوجه خصوصا إلى العائلات، ولمنصتها للمحتويات الرياضية عبر البث التدفقي “إي.أس.بي.أن”. ومنذ 2017، سرّعت هولو نموّها عبر إنتاج مسلسلات عدة بارزة بينها “ذي هاندمايدز تايل” الذي نال جوائز عدة. وكشفت الخدمة الأربعاء، عن عدة مسلسلات جديدة بينها مشروعان مستوحيان من عالم “مارفل” التابعة لـ”ديزني” هما “غوست رايدر” و”هيلستروم” سيعرضان في 2020. ويضاف هذان العملان الجديدان إلى “راناويز” وهو أيضا من عالم “مارفل” وتبثه هولو منذ 2017، وأربعة برامج أخرى من عالم الرسوم المتحركة.وأعلنت هولو أيضا عزمها على إنتاج مسلسل مقتبس من الرواية الناجحة “ناين برفكت سترينجرز” لليان مورياتي مؤلفة “بيغ ليتل لايز”. وستشارك أيضا في إنتاج المسلسل الممثلة نيكول كيدمان ويشارك في إخراجه ديفيد إ. كيلي مؤلف مسلسلات “ألي ماكبيل” و”ذي براكتيس” و”بيغ ليتل لايز”. وأعلنت هولو أيضا البدء بتحضير مسلسل “ذي دروب أوت” المخصص لمسيرة إليزابيث هولمز التي أسست مختبر تيرانوس في سن التاسعة عشرة. وكشفت المنصة أيضا عن طلبها إنجاز موسم ثان من مسلسليها الجديدين “بن 15” و”رامي” اللذين حصدا أصداء إيجابية من النقاد والجمهور، بعد بضعة أيام من التجديد لمسلسل “شريل” وهو من الأعمال الكوميدية الناجحة. وفي 2018، أعلنت هولو إنتاج مسلسلات بارزة عدة بينها “ذي غرايت” مع إيل فانينغ عن كاترين الثانية إمبراطورة روسيا. وأطلقت المنصة عام 2008، لكنها عانت خلال عقد من الزمن من تشرذم القطاع بين “ديزني” 30 بالمئة، و”21 فيرست سنتشري فوكس” 30 بالمئة، و”كوماكست” 30 بالمئة، وتايم وارنر 10 بالمئة. لكن في عام 2017، انتعشت المنصة وأصبحت منتجة مضامين بشكل كامل، ولم تعد تكتفي بإعادة بث مسلسلات سبق أن عرضت في وسائل أخرى. وأنتجت هولو خصوصا مسلسل “ذي هاندمايدز تايل” الذي نال 11 جائزة إيمي وجائزتي غولدن غلوب، فضلا عن “ذي لومينغ تاوير” و”كاسل روك” و”ذي باث”. وأطلقت هذه المنصة باقتها من المحطات المباشرة عبر الإنترنت؛ لتستكمل ما تقدمه عبر البث التدفقي. وخلافا لـ”نتفليكس”، تمرر هولو إعلانات في بعض عروضها، وقد بلغت إيراداتها الإعلانية خلال 2018 نحو 1.5 مليار دولار. ورغم أن هولو تضع نصب عينيها منافسة نتفليكس إلا أن السوق عمليا مزدحمة بعمالقة الإنترنت والمهمة لن تكون سهلة بوجود منافسين آخرين مثل “أمازون” و”أبل”. وفي مارس الماضي كشفت “أبل” عن خدمة بث الفيديو عبر الإنترنت في محاولة للحصول على حصة من السوق الكبيرة وقالت إن خدمتها ستكون “مكانا جديدا لأكبر الروائيين المبدعين في العالم”، مضيفة أن خدمتها المدفوعة الاشتراك ستقدم أعمالا حصرية للإعلامية “أوبرا وينفري” والمخرج “ستيفين سبيلبيرج” وغيرهما.
مشاركة :