شخص سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي وزير المالية رئيس نادي النصر، واقع رياضة الإمارات خلال اللقاء السنوي الذي عقده سموه في مجلس الفهيدي مع انطلاق النسخة الـ29 لمهرجان القفال لسباق القوارب التراثية، معتبراً سموه أن رياضتنا تعاني خللاً في النظام القائم حالياً، لكنه عبر عن تفاؤله أن يكون المستقبل أكثر إشراقاً بالنظر لتطور الدولة في جميع المجالات بانتظار أن تلحق كرة القدم على وجه الخصوص هذا الركب. وتحدث سموه، معتبراً أن الخلل في المنظومة الذي تعانيه الرياضة الإماراتية عموماً، وكرة القدم على وجه الخصوص، هو النظام الموجود، وقال سموه: حينما تحضر إلى منطقة لا يوجد فيها بيت للسكن، فإنك تضطر لدفع أي مبلغ للحصول على أي متوفر حتى لو قمت بدفع مبلغ أكبر عن السعر الحقيقي، وهو الحال هنا في الاحتراف، حيث لا يوجد عدد كبير من اللاعبين وتضطر للإنفاق على اللاعبين المتوفرين نظراً لعدم وجود غيرهم رغم أن هؤلاء اللاعبين لا يوازنون القيمة المدفوعة، في الوقت الحالي لاعبون قلة ويحصلون على مبالغ باهظة، والأولى في حال تطبيق الاحتراف أن يتم فتح الباب للاعبين من الخارج للمشاركة في الفرق، على أقل تقدير السماح للاعبين الخليجيين من السعودية والبحرين وسلطنة عمان والكويت للعب دون قيود، وبالتالي ستقل أسعار اللاعبين المواطنين عموماً فيما سيحصل اللاعب المميز على القيمة التي تناسب أداءه. وتابع سموه: حتى لو امتلكت فريقاً كله من اللاعبين من خارج الدولة، ومعهم لاعب مواطن مميز، فإن هذا اللاعب هو الذي سيفيد المنتخب، وليس أن تمنح لاعبين في الوقت الحالي مليون درهم شهرياً وترى سلوكيات خاطئة مثل السهر في المقاهي ليلاً وغيرها، دون وجود محاسبة لهم. وقال سموه: من يرى أن الأمر سيقلل من عدد اللاعبين الذين يمكن انتقاؤهم للمنتخب، بالعكس اللاعب الجيد سيحتك مع لاعبين بمستواه أو أقوى، ويفرض نفسه وبالتالي يفيد المنتخب ويستمر. وأكد سموه، إنه ليس مع قانون سقف الرواتب وآلية تطبيقه، وقال: أنا لست معه لأنه لن يحدث، سيكون هناك دائماً دفع أموال من تحت الطاولة، ولا ألوم الأندية التي طالبت بالقرار لأنها عجزت عن الإنفاق، وبالنسبة لعدد من الحكومات المحلية فإن عدداً منها ترى أن هناك أموراً أهم من كرة القدم مثل الصحة والمدارس والطرق وغيرها. وبالمقارنة بين عدم وضع سقف رواتب للاعبين الأجانب أسوة بالمواطنين، قال: في حال كان اللاعب المواطن بنفس مستوى الأجنبي فإنه يجب منحه راتباً موازياً له، فيما بالوقت الحالي تدفع رواتب مرتفعة للاعبين أقل من المستوى غصباً عنك، وهذا واقع. وفي ما يتعلق بإيقاف الدعم المادي لاتحاد الكرة من قبل الهيئة العامة للرياضة، قال: ليس لديهم الحق في إيقاف الدعم القادم من الحكومة، لأن الدعم مخصص للاتحاد ومعروف، ويجب أن تتدخل الحكومة لإيقاف الأمر الحاصل، كما أنني سمعت أن هناك أموراً شخصية في الموضوع وهو أمر لا يجب أن يحصل. وتابع: كما عرفت حصل لوم من الهيئة على أداء المنتخب في كأس آسيا الماضية، وهنا نقول إن الاتحاد ليس المذنب في حال أن الأندية لم تنتج لاعبين، عدم إنتاج الأندية للاعبين هو ما أدى إلى تراجع أداء المنتخب، والإعلام يجب أن يدرك أنه مخطئ في انتقاد الاتحاد ويجب أن يدرك أن المشكلة في الأندية فاللاعبون يظهرون من الأندية ولا يصنعهم الاتحاد، مشيراً إلى أن الحديث السابق حول استضافة البطولة الآسيوية من أجل تحقيق اللقب كان بهدف أن يساهم الدعم الجماهيري في منح المنتخب الدافع، لكن ذلك لم يحصل. وحول أداء اتحاد الكرة، أشار سموه إلى أن المهندس مروان بن غليطة، رئيس الاتحاد، ليس القرار بيده في جميع القرارات نظراً لارتباط بعض الأمور بجوانب مختلفة، لكنه اعتبر أن التغيير في الوقت الحالي لن يحدث مستجدات. وتحدث سموه حول نادي النصر، ومسألة غيابه عن التتويج بلقب الدوري منذ سنوات طويلة، وقال سموه: المسألة تعود إلى عدة أسباب، وقال: أولاً تتعلق بالميزانية بالمقام الأول، وبالنسبة لي فإنني أفضل أن يواصل النصر دعم جميع الألعاب الرياضية ولا يقترب من الميزانية المخصصة لها على أن يستحوذ فريق الكرة على هذا المبلغ. وتابع سموه: قانون الاحتراف الحالي يخدم ناديين أو ثلاثة ويشجع اللاعبين بعد بلوغ 18 سنة وإنهاء فترة الإعداد في الأكاديميات على الانتقال من ناد إلى ناد آخر، وبالتالي هناك استنزاف دائم للمواهب الصاعدة، وفي الوقت نفسه فإنني لا أسمح بالتعاقد مع لاعب من الخارج بمبلغ قد يصل إلى ربع ميزانية الفريق، لأنني مقتنع أن هذا المبلغ سيؤثر على ميزانية الألعاب الأخرى. وأشار سموه إلى أن الإدارة الحالية اعترفت بأخطائها بالتعاقدات مع المدرب الإسباني بينات واللاعبين الأجانب، ومن وجهة نظره فإنه لا يفرض عليهم، لكنه يرى أن البرازيلي كايو الأنسب لقيادة الفريق في الموسم المقبل بحكم معرفته باللاعبين والنتائج التي يحققها، ودائماً أطلب من الإدارة التركيز على اللاعبين المواطنين بوصفهم أكثر ولاء للنادي من اللاعب الأجنبي. وأوضح سموه أن أحد أسباب نجاح الشارقة هذا الموسم تمثل بتعاقده من لاعبين أجانب من خارج المنطقة، ولم يسبق لهم اللعب في الخليج، وهو ما طلبه من إدارة النصر، وقال سموه: انظروا للوصل حينما تعاقد مع لاعبين أجانب من خارج المنطقة كيف قدموا مستويات مميزة، فيما حالهم تغير بعد ذلك، فيما صنع أجانب الشارقة الفارق معه هذا الموسم بحكم أنه لم يسبق لهم اللعب هنا، كما أن عبدالعزيز العنبري مدرب جيد للغاية، وبشكل عام فإن المدرب المواطن يحتاج للقناعة من إدارات الأندية ولا ينقصه شيء، وبالنظر لمنتخبنا فإنه بعد رحيل مهدي علي لم يحضر مدرب أفضل عنه. وعبر سموه عن شكره لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، على دعمه إنشاء استاد آل مكتوم الجديد بنادي النصر، وقال سموه: الملعب كان معروضاً بالبداية على الوصل ولكن كان لديهم شروط معينة ولم يتقبلوا الاستاد بهذه المواصفات، وتم عمل الاستاد للنصر وإنشاؤه جاء وفق حسابات دقيقة بالتنسيق مع بلدية دبي دون تخطي الميزانية المحددة بدرهم واحد، وخرج الملعب بالنهاية بصورة ممتازة جداً. تثمين مبادرة «بيرق الإمارات» ثمن سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، مبادرة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، بإطلاق مسابقة جديدة لسباقات الهجن تحمل اسم «بيرق الإمارات» للإنتاج والشرايا، معتبراً أنه كان يؤيد هذه الفكرة منذ وقت. وتمنى سموه أن يتم اعتماد سياسة موحدة في الدولة في عملية اعتماد فحص وتقييم مشاركة الهجن في السباقات. إشادة بنجاح «ثندر سنو» أشاد سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم بنجاح الجواد «ثندر سنو» لفريق جودولفين الذي توج بلقب الشوط الرئيس في كأس دبي العالمي للعام الثاني على التوالي، معتبراً أن أحد أسباب نجاحه يعود لحصوله على الراحة المطلوبة عقب تفوقه في العام الماضي، إلى جانب تغيير طريقة ركضه في توقيت حاسم خلال السباق، حيث كان يركض على يد واحدة فقط، ثم انطلق بتغيير الأسلوب في توقيت حاسم لحسم التفوق بفارق بسيط. وعبر سموه عن تقديره لنجاح خالد خليفة النابودة الذي توج بلقب شوط كحيلة كلاسيك، معتبراً أن الإنتاج المحلي برهن أنه لا يقل عن أي إنتاج، لكن الخيل العربية يجب أن تتعايش مع الأجواء التي اعتادت عليها. 70 % تغيير في أجيال القفال عبر سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم عن تقديره لجهود القائمين على سباق القفال السنوي والمشاركين فيه، مؤكداً أنه حقق العديد من النجاحات، لعل أبرزها تعاقب الأجيال، حيث إن التغييرات التي طرأت على المشاركين تبلغ نحو 70% مقارنة بالنسخة الأولى، وهو ما يؤكد أنه نجح في غرس الموروث التقليدي في الأجيال على مدار 29 سنة. وتابع سموه: «السباق يشهد تأثيراً على الشباب، إذا لاحظنا أنه قبل 3 سنوات شارك فيه 121 متسابقاً، وفي العام الماضي 124، وفي الموسم الحالي وصلوا إلى 131، ما يعني أن هناك رغبة وإقداماً وتزايداً في عدد المتسابقين، وتحدياً كبيراً على السباق في ختام الموسم، ونتمنى لهم التوفيق.
مشاركة :