«يا عاقد الحاجبين».. من روائع الأغنيات التي شدت بها فيروز وكتب كلماتها بشارة الخوري، وغنتها للمرة الأولى عام 1967، في فيلم «بنت الحارس»، الذي شاركت في بطولته أمام نصري شمس الدين، وأخرجه هنري بركات. وقال المؤرخ الموسيقي الدكتور سعد الله آغا القلعة: الأخوان رحباني قاما بتلحين الأغنية، ولكنها نسبت خطأ لسليم الحلو، ونظراً لأنني أعتمد دائماً على البحث والتقصي، إذ يمكن لأي مدقق، أن يكتشف بسرعة أن مسار اللحن وشخصيته، لا علاقة لهما من قريب أو بعيد، بشخصية الأستاذ الحلو التلحينية، وأن اللحن جاء في خلاياه متبعاً الأسلوب الرحباني في التلحين. وأشار إلى أن المقدمة الموسيقية ابتدأت بعزف على آلة الجيتار، فهل كان من الممكن أن يكون اللحن للأستاذ الحلو، وهو الملحن الكلاسيكي المتعلق بتلحين الموشحات والقصائد التقليدية، ويرى أن سبب الخطأ يعود إلى احتمالين، أولهما أن الحلو لحن فعلاً قصيدة «يا عاقد الحاجبين»، ولكن اللحن كان للمطربة نازك وليس لفيروز، وثانيهما أنه لحن فعلاً لفيروز قصيدة «نحن سِرٌّ في الليالي»، التي أتت في أسلوبه التلحيني المعتمد على الكلاسيكية. وأوضح أن الأغنية جاءت في ثمانية أبيات مختارة، من قصيدة للأخطل الصغير بشارة الخوري، أتت أصلاً في 12 بيتاً، حيث تم استبعاد أربعة أبيات منها، ومن كلمات الأغنية: يا عاقد الحاجبين على الجبين اللّجين، إن كنت تقصد قتلي قتلتني مرتين، تمر قفز غزال بين الرصيف وبيني، وما نصبت شباكي ولا أذنت لعيني، تبدو كألا تراني وملؤ عينك عيني، ومثل فعلك فعلي ويلي من الأحمقين، مولاي لم تبق مني حيّاً سوى رمقين، أخاف تدعو القوافي عليك بالمشرقين.