الأستاذ محمد حسن عواد الكاتب والأديب المعروف يعكف هذه الأيام على الكتابة حول الكتب التي أهداها له مؤلفوها، ولعل هذا هو السبب الكامن وراء توقفه عن الكتابة في الفترة الأخيرة. وفي جلسة عابرة أجاب الأستاذ العواد عن عدة أسئلة وجهتها إليه.. معظمها كان عن - جمعية الرفق بالحيوان التي يقوم برئاسة مجلس إدارتها.. وفي نهاية الحديث كانت هذه الأسئلة الأدبية الثلاثة. r نقرأ في الصحف - تحرشاً من بعض الكتاب - هجوماً على آرائكم الأدبية. ونراكم تهملون الإجابة عن مثل هؤلاء فما السبب يا ترى؟ - لعلي أشير بهذا الصمت إلى الأبيات الأربعة التي وصف بها شاعر العربية أبو الطيب المتنبي أمثال هؤلاء وموقفه منهم وهي التي أولها: - أخي كل يوم تحت.. إلخ. وهي من القصيدة التي أنشدها الشاعر لسيف الدولة عندما دخل إليه رسول الروم للمفاوضة في الصلح عام 343هـ والتي مطلعها: دروع لملك الروم.. إلخ. r أحب أن أعرف رأيكم في عقد مقارنة بين شاعر المهجر الكبير إيليا أبي ماضي وأحمد شوقي؟ - لا تصح المقارنة بين عبقري عملاق مبعث شعره القلب وشاعر عادي تقليدي مبعث شعره اللسان وحده.. وإنما تقوم المقارنة بين الأكفاء وعلى أساس التكافؤ وألا تكافؤ هنا بين الرجلين مطلقاً. r وهل يشاركك أحد هذا الرأي؟ - هما رأيان أما رأيي عن فساد المقارنة فقد يخالفني فيه كثير من السطحيين ولكن حسبي أنه رأي العواد ولو انتحر ضفادع الأدب بسلاح مكابرتهم الجوفاء.. وعلى تبريح جهلهم المركب.. وأما رأيي عن وجوب قيام المقارنة على التكافؤ فهو رأي علمي معروف من القدماء والمحدثين ولا فضل لي فيه إلا إعلانه والدعوة إلى فهمه وتطبيقه على بصيرة وذكاء طلاب الحق لا في عالم الأدب فحسب، ولكن في أية دراسة علمية أو فنية أو اجتماعية.. خذ مثلاً أن صندوقاً كبيراً يبلغ فراغه عشرة آلاف طن تشحنه مطابع القاهرة وبيروت وبغداد ودمشق وجدة بدواوين في مستوى - الشوقيات - لا يمكن أن يصل إلى مستوى الجداول أو الخمائل في العمق والسعة والرسوخ الفني.. ولن أكون مبالغاً إذا قلت إن أمثال تلك الأكداس من الدواوين التي هي في ذلك المستوى في القيمة الفكرية مكانة - الطلاسم - أو - المجنون - أو - الأسطورة الأزلية - أو - الطين - اليمامة: -. تعليقنا الوحيد على هذا الرأي الذي يطرحه هنا الأستاذ العواد - في شاعر العربية الكبير أحمد شوقي.. هو أنه ليس جديداً فموقف العواد - العقادي - من شوقي سبق أن طرحه قبل سنوات وأثار ضجة كبيرة في ذلك الوقت.. الجديد في الموضوع يبدو في رفض العواد لقيام أي نوع من المقارنة بين شوقي وأبي ماضي لعدم وجود التكافؤ بينهما على حد قوله.. ثم في ذلك العنف الشديد والاعتزاز الكامل الذي طرح بهما هذا الرفض المثير.. حتى ليمكننا أن نتصوره رافعاً قبضته بتحفز وهو يقول: ها أنذا.. لا أعرف من يقف معي ولكني أتحدى الجميع. وبعد لا نريد أن نسبق الوقت في محاولة لاكتشاف ما يمكن أن يقوله أدباؤنا في هذه القضية ولكننا سننتظرهم..
مشاركة :