إمام المسجد النبوي: استقبلوا شهر رمضان بتوبة صادقة واعقدوا العزم على اغتنامه وعمارة أوقاته بالطاعة

  • 5/3/2019
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

أوضح فضيلة الشيخ الدكتور عبدالمحسن بن محمد القاسم إمام وخطيب المسجد النبوي في خطبة الجمعة اليوم : تذهب الأيام والليالي سراعاً ، والعام يطوي شهوره تباعاً ، والعباد في ذلك إلى الله سائرون ،وعما قريب لأعمالهم ملاقون ،ومن فضل الله وكرمه أن اختار لهم من الأزمان مواسم للطاعات، واصطفى أياماً وليالي وساعات ؛ لتعظم فيها الرغبة ، ويزداد التشمير ، ويتنافس المتنافسون ،وكلما لاح هلال رمضان أعاد إلينا نفحات مباركات ،فيستقبله المسلمون وله في نفوسهم بهجة ، وقلوبهم تمتلئ به فرحة ، فرب ساعة قبول فيه أدركت عبداً فبلغ بها درجات الرضا والسعادة . وبين فضيلته أنه قد شارف علينا أشرف الشهور ، موسم عظيم خصه الله بالتشريف والتكريم ، فبعث فيه صلى الله عليه وسلم ،وأنزل فيه كتابه ، وفرض صيامه ، ساعاته مباركة ، ولحظاته بالخير معمورة ، تتوالي فيه الخيرات ،وتعم فيه البركات ، موسم الإحسان والصدقات ، وزمن المغفرة وتكفير السيئات ، نهاره صيام ، وليله فيه قيام ، عامر بالصلاة والقرآن ، تفتح فيه أبواب الجنان ، وتغلق فيه أبواب النيران وتصفد الشياطين ، وفيه ليلة خير من ألف شهر ، من حرم خيرها فهو المحروم . وأشار فضيلته رمضان ميدان فسيح للتسابق في الطاعات ، ومنحة لتزكية النفوس من الدرن والآفات، شهر كريم تضاعف فيه الأعمال وتكفر فيه الخطايا والأوزار ، قال صلى الله عليه وسلم :> رواه مسلم . وأكد “اغتنام مواسم الخيرات فتح من الله لمن أحب من عباده ، وفي رمضان يجتمع للمسلمين أصول العبادات وأكبرها ؛ فالصلاة صلة بين العبد وربه ، ولا تفارق المسلم في جميع حياته ، وصلاة الرجل في الجماعة فرض ، وهي تعدل صلاته في بيته وسوقه سبعاً وعشرين درجة.” واختتم فضيلته : ستنقضي الدنيا بأفراحها وأحزانها وتنتهي الأعمار بطولها وقصرها ، ويلقى الجميع ربهم ، وحينها لا ينفع مال ولا بنون ؛ إلا من أتى الله بقلب سليم ، فاستقبلوا شهركم بتوبة صادقة ، واعقدوا العزم على اغتنامه وعمارة أوقاته بالطاعة ، فما الحياة إلا أنفاس معدودة ، وآجال محدودة ، واغتنموا شريف الأوقات ، والمغبون من أدرك رمضان ولم يغفر له .

مشاركة :