خلال خطبة الجمعة.. المعيقلي: شهر رمضان فرصة لاسترضاء الرحمن

  • 5/3/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

Share this on WhatsApp واس – فجر : أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام ، فضيلة الشيخ الدكتور ماهر بن حمد المعيقلي ، المسلمين بتقوى الله – عز وجل –  فهي جماع الخير كله ، و عليكم بالصبر و المصابرة ، و الجد و المثابرة ، و تذكروا بأن الدنيا أيام معدودة و أنفاس محدودة ، لا يدري أحدنا متى الرحيل ، فلنستعد يا عباد الله ما دام في في العمر فسحة ، و لنتذكر بأن الموت يأتي على حين غرة   ، وقال في خطبة الجمعة اليوم : الحمد لله الذي جعل الصيام جُنة ، و سبيلاً موصلاً إلى الجنة ، و مما لاشك فيه أن الله تعالى خلقنا لعبادته ، فما من من يوم إلا و فيه لله وظيفة من وظائف طاعته ، و لطيفه من لطاف رحمته ، يوفق الله فيه من يشاء من عباده ، و الله ذو الفضل العظيم ، و هو سبحانه الغفور الرحيم ، و إن بين أيديكم ليالي شريفة ، و أياماً فاضلة ، كان يبشر بمقدمها رسول الله صلى الله عليه و سلم ، ففي مسن الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ، يُبشر أصحابه قد جاءكم رمضان شهر مبارك ، افترض الله عليكم صيامه ، تفتح فيه أبواب الجنة ، و تغلق فيه أبواب الجحيم ، فيه ليلة خير من ألف شهر ، من حُرم خيرها فقد حُرم ، قال ابن رجب رحمه الله : هذا الحديث أصل في تهنئة الناس بعضهم بعضا بشهر رمضان ، كيف لا يُبشر المؤمن بفتح أبواب الجنان ، كيف لا يُبشر المذنب بغلق أبواب النيران ؟! وأضاف المعيقلي : إن شهر رمضان – يا عباد الله – هو شهر الصيام و القيام ، و القرآن و الإحسان ، اجتمعت فيه فضائل الأعمال ، فالصيام و القرآن يشفعان للعبد يوم القيامة ، يقول الصيام : أي رب منعته الطعام و الشهوات بالنهار فشفعني فيه ، و يقول القرآن منعته النوم بالليل فشفعني فيه ، و في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : من صام رمضان إيماناً و احتسابا غُفر له ما تقدم من ذنبه ، و من قام رمضان إيمانا و احتسابا غُفر  له مما تقدم من ذنبه ، و من قام ليلة القدر إيمانا و احتسابا غُفر له ما تقدم من ذنبه .  و تابع بالقول : لقد تكفل الله تعالى بأجر الصائم لنفسه ، فجاء في صحيح البخاري كل عمل ابن آدم يُضاعف ، الحسنة عشر أمثالها ، إلى سبع مئة ضعف ، قال الله عز وجل : إلا الصوم فإنه لي ، و انا أجزي به .  و أردف المعيقلي : إن شهر رمضان شهر عظيم ، و موسم كريم ، تستغفر فيه الملائكة للصائمين حتى يفطروا ، و للصائم فيه فرحتان : إذا أفطر فرح بفطره ، و إذا لقي ربه فرح بصومه ، و يزين الله فيه كل يوم جنته ، ثم يقول : يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤنة و الأذى ، و يصيروا إليك ، و ينادي فيه منادي الله ، يا باغي الخير أقبل ، و ياباغي الشر أقصر ، فتقترب فيه القلوب من خالقها ، و تصفو فيه النفوس لبارئها  ، و فيه العشر الأواخر الفاضلات النيرات ، و ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر ، و من فضائله أن من قام مع إمامه حتى ينصرف ، كُتب له قيام ليلة كاملة ، و لله تعالى فيه عتقاء من النار ، و ذلك في كل ليلة فرغم أنف ثم رغم أنف ثم رغم أنف امرئ أدركه رمضان فلم يُغفر له ، و للصائم في رمضان دعوات لا ترد ، فأكثروا فيه من الدعاء ، فقد ذكر سبحانه بين آيات الصيام قربه من عباده المؤمنين ، و إجابته دعوة الداعين ، فقال : ” و إذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان ” .   و في مسند الإمام أحمد قال النبي صلى الله عليه و سلم : ثلاثة لا يُرد دعاؤهم : الإمام العادل ، و الصائم حتى يفطر ، و دعوة المظلوم .، و أبواب الخير في رمضان كثيرة ، فمن فطر صائماُ و لو بتمرة كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئا ، و أفضل الصدقة صدقة في رمضان ، فمن خاف يوم الحساب ، فليطعم جوعة مسكين، و ليسد خلة أرملة و يتيم . إن شهر رمضان من أعظم مواسم التقوى ، فالصيام جُنة  ، أي حصن حصين عن الفحش و المحرمات ، و افتتح الرب جل جلاله آيات الصيام بالتقوى ، و اختتمها بالتقوى ، فالتقوى خير زاد ، وقد خص الله تعالى أهل التقوى بمعيته ، و تفضل عليهم سبحانه بمحبته ، و بالتقوى – معاشر المؤمنين – تتحقق السعادة الأبدية في جنة عرضها السماوات و الأرض أعدت للمتقين ، و قال : إن شهر رمضان فرصة لاسترضاء الرحمن ، و الاستعداد للقائه ، فاليوم عمل و لا حساب ، و غدا حساب و لا عمل .  وحث فضيلة الشيخ الدكتور ماهر المعيقلي ، في الخطبة الثانية على مقاصد الصيام، وتربيةَ النفس على الطاعة، وتزكيتَها بالبعد عن المعصية. وقال فضيلته كما يمنع المسلم نفسه، عن بعض المُباحات حال الصيام؛ فمن بابِ أولَى، منع نفسه عن الحرام، فليس الصيام، مجرّد امتناع عن الطعام، بل هو شهرٌ يُثمِر الإيمانَ والعملَ الصالح، فمَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ، وَالْعَمَلَ بِهِ، وَالْجَهْلَ، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ. ولقد كان نبينا صلوات ربي وسلامه عليه، أجود ما يكون بالخير  في رمضان، بكل خصال الخير، فلقراءة الْقُرْآن، مزية في رمضان، فَلَا شَيْء أَنْفَع للقلب، من قِرَاءَة الْقُرْآن بتدبر وتفكر، ها هي أيام الخير قد أقبلت، ومواسم البذل قد أطلت، فاستبِقوا الخيرات، واعمروا أوقاتكم بالقُربات، وتزودوا من الطاعات، وأخلصوا فيها لربكم، وحقِّقُوا فيها المُتابعَة لرسولكم. Share this on WhatsAppوسوم: المعيقليخطبة الجمعةShare0Tweet0Share0Share

مشاركة :