القطاع الخاص في كلمة خادم الحرمين | نبيلة حسني محجوب

  • 3/18/2015
  • 00:00
  • 36
  • 0
  • 0
news-picture

معانٍ عميقة تضمنتها كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الموجهة للمواطنين والمواطنات الثلاثاء 10 مارس 2015م ، ترسخ العلاقة بين القيادة والشعب التي قامت على الحب والولاء؛ قيادة تقدم مصالح شعبها، وتسعى لكل ما يوفر له الحياة الكريمة، وشعب يفخر بانتمائه لهذا الوطن وولائه لقيادته ولاء تاماً لا يخاتله نفور أو نفاق. الأمن والاستقرار والرفاهية والعدالة والمساواة مطالب الشعوب في كل عصر وزمان، بينما تعمل قيادة هذا الوطن على ترسيخها من خلال منهجية متكاملة ضمّنها الملك سلمان خطابه الأخير، لكن تظل قضية التوطين ليس فقط هاجس كل بيت، لكنها تحولت مع التراخي من قبل القطاع الخاص، الى « هم « وطني كبير، تسعى الدولة لإزاحته عن صدر الوطن بتحريك مشاعر المواطنة لدى القطاع الخاص، للقيام بدوره في استقطاب هذه الأعداد من الشباب والشابات المؤهلين بأعلى الدرجات، لأنهم استثمار المستقبل، لذلك أكد حرصه حفظه الله على إيجاد فرص العمل بما يحقق لهم الحياة الكريمة، وجاء خطابه بعدها لرجال الأعمال، بصفتهم شركاء التنمية : ( عليكم واجب الإسهام بمبادرات واضحة في مجالات التوظيف والخدمات الاجتماعية والاقتصادية) الإحصائية الصادرة عن الخدمة المدنية ونشرتها المدينة الأحد 22/ 2/ 2015م، كشفت عن» 7375 « خريجاً وخريجة من حملة الماجستير والدكتوراه في مختلف التخصصات ولا يجدون وظيفة، لأن جهود وزارة العمل لن تجدي إذا لم يتعاون معها القطاع الخاص بشكل كامل، انطلاقاً من مسؤوليته الوطنية، إذن دور القطاع الخاص الآن هو القيام بما عليه تجاه هذه الأعداد الكبيرة التي تبحث عن فرصة في سوق العمل المكتظ بغير أبنائه. ذكرت لي إحدى الشابات وهي تحمل مؤهلاً عالياً وفي تخصص يحتاجه كل قطاع، أن من ضمن الخيارات التي عرضت عليها موظفة سنترال أو بائعة، الحقيقة أني ذهلت من هذه الخيارات، لأن حجة القطاع الخاص والحكومي في عدم وجود كفاءات مؤهلة وفي تخصصات مختلفة لشغل مناصب عليا، قد أنهتها عودة المبتعثين « بنين وبنات «، ومع ذلك لا يجدون سوى وظيفة بائع أو بائعة أو موظف سنترال، هل هذا يتسق مع منطق الواقع الجديد الذي رفد سوق العمل بالمؤهلين ومع ذلك لا يزالون يدورون ( كعب داير ) شهوراً وربما سنوات ليحصلوا على وظيفة تناسب مؤهلاتهم. لم تعد مقولة: « السعودي يبحث عن وظيفة مدير « مناسبة الآن، ولا مقولة: « العمل الشريف لا ينتقص من قدر الإنسان» لا أحد ينكر هذا، لكن « وضع الرجل المناسب في المكان المناسب « هي المقولة التي لا بد من التمسك بها حتى آخر رمق. سنوات الغربة والدراسة والجهد المبذول، لا بد أن يقابلها - على أقل تقدير - وظيفة تناسب المؤهل، وهي « بالكوم « و» على قفا مين يشيل « لكن « اللي سبق كل النبق « كما يقولون، فقد سبقهم إليها غيرهم، ولا يزالون محتفظين بها، لا يريدون أن يتزحزحوا، وهذا أمر طبيعي، لكن أين خطط التوطين، وأين ذهبت الجهود؟ لا يزال أبناؤنا المؤهلون يُحبَطون وهم يبحثون عن حلم ضائع وآمال تحطمت على صخرة سوق العمل الذي لا يريد أن يفتح لهم ذراعيه بل يركلهم بالنواصي والأقدام! nabilamahjoob@yahoo.com

مشاركة :