رجاء المزروعي: كريستين لاغارد مثلي الأعلى.. وأحلم بتمثيل الإمارات في المؤسسات المالية العالمية

  • 5/4/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

قررت رجاء المزروعي ألا تسلك طرقاً تقليدية، واختارت التحدي والدخول في قطاع يسيطر عليه الرجال بنسبة 90%. وتدرجت في المناصب حتى وصلت إلى نائب الرئيس التنفيذي في «فينتك هايف» بمركز دبي المالي العالمي. واختارتها مجلة «فاينانشيال نيوز» الإنجليزية، أخيراً، في قائمتها التي تضم أكثر 50 سيدة تأثيراً في القطاع المالي بمنطقة الشرق الأوسط. وذكرت المزروعي أن مثلها الأعلى في الحياة العملية، هي المدير العام لصندوق النقد الدولي، كريستين لاغارد، التي تقود أكبر مؤسسة مالية في العالم، حيث أن المرأة في أميركا وأوروبا تواجه تحديات أصعب من التي تواجهها المرأة في الإمارات، ورغم ذلك استطاعت لاغارد أن تشق طريقها وسط الصعاب، وأن تثبت نفسها، مشيرة إلى أنها تسير على الدرب نفسه. وكانت النقطة الفارقة في مسيرة رجاء المزروعي، كما ترويها لـ«الإمارات اليوم»، هي قرار العمل في قطاع الخدمات المالية، خصوصاً أنه تخصص غير تقليدي للنساء، ومليء بالتحديات. وأضافت: «التحديات هنا ليست من الناحية العلمية أو الخبرة فقط، بل أكبر التحديات تتمثل في بناء علاقات في هذا المجال، وهذه النقطة الفارقة في حياتي، وقررت الخوض في هذا التحدي، ولم أندم عليه». التكنولوجيا المالية وكان قرار عملها بمجال التكنولوجيا المالية مخالفاً لآراء المقربين إليها، الذين نصحوها بالعمل في القطاع الحكومي أو في مجال الإدارة، وهي الأعمال التقليدية للنساء، إلا أنها قررت الدخول في القطاع المالي من بوابة التكنولوجيا، وهما مجالان غير تقليديين للنساء. واعتبرت أن التحدي بالنسبة لها هو إثبات وجودها وحضورها ووجهة نظرها، وقيادة مؤسسة مالية. ومع ذلك، أقرت المزروعي بأنها محظوظة، لأنها ابنة دولة الإمارات التي تدعم قياداتها تمكين المرأة. وقالت: «ليس لدينا في دولتنا مستحيل، فأينما قررت العمل وإثبات نفسك ستجد بيئة داعمة، وتستطيع أن تنجح، لأن الدعم يأتي من القيادات العليا». وأشارت إلى أن محافظ مركز دبي المالي العالمي، عيسى كاظم، كان داعماً لها في كل خطواتها، وهذا الدعم ساعدها في التقدم بالعمل دون توقف. المحافل الدولية وتحلم المزروعي بمواصلة تقديم خدماتها للدولة، وتمثيلها في المحافل الدولية، حيث ذكرت أنها تريد أن تثبت للعالم كيف يمكن للمرأة الإماراتية إبراز قدراتها العملية في المؤسسات والمحافل الدولية. وأشارت إلى أن عملها الحالي في مركز «فينتك هايف» فتح المجال أمامها للتواصل مع دول العالم، وخلال عام من توليها مسؤولية المركز، استطاعت أن تضعه ضمن أكبر «المسرعات» على المستوى العالمي، لافتة إلى أن التنافسية بمركز دبي المالي العالمي دائماً ما تكون على المستوى العالمي. ونوهت المزروعي بأن الخبرة التي تكتسبها حالياً في مجال عملها، أفضل في الوقت الحالي من الحصول على درجة الدكتوراه التي تأمل أيضاً الحصول عليها، لتستكمل بذلك مسيرتها الأكاديمية، التي بدأت من تخرجها في كلية «التقنية العليا» في أبوظبي، وبعد ذلك حصلت على درجة الماجستير في إدارة الأعمال في القيادة والإدارة الدولية من «جامعة الإمارات»، ثم التحقت بعدها ببرنامج الإدارة المتقدم بكلية «هارفرد للأعمال». تأسيس القطاع وقالت إن أمامها حلماً وتكليفاً ببناء قطاع التكنولوجيا المالية في الإمارات، مضيفة: «أنا كنت موجودة في بداية تأسيس هذا القطاع، والآن نحن نكتب التاريخ، لأنه بعد 10 سنوات أو أكثر، عندما ينهض قطاع التكنولوجيا المالية في الإمارات، ستعود الأجيال المقبلة لدراسة ما أسسناه». ولا تنقطع المزروعي عن التعلم المستمر، فهي مهتمة بمتابعة كل جديد، خصوصاً أن التعليم حالياً لم يعد مقتصراً على حضور المحاضرات أو تحصيله من خلال الدرجات العلمية، بل يمكن تحصيله من خلال الكتب والدورات القصيرة، ومن خلال متابعة كل جديد عن طريق الهاتف أو الكمبيوتر. ونصحت المزروعي الطامحات، اللاتي يشعرن بأن الوقت قد فات لتعلم التكنولوجيا والدخول في قطاع الخدمات المالية، بالدخول في مجال التكنولوجيا، خصوصاً أنه أثر في جميع الاقتصادات في العالم. وتابعت: «الاقتصاد العالمي منذ 10 سنوات، كان مسيطراً عليه من الشركات الصناعية وشركات النفط والخدمات المالية والتجارة، لكن اليوم المشهد تغير، إذ أصبحت أكبر الشركات في العالم هي الشركات التكنولوجية، مثل (أبل)، و(أمازون)، و(غوغل)، فالتكنولوجيا هي المستقبل». وأضافت: «نحن نبني جيلاً جديداً يسهم في هذا التوجه العالمي، وقيادات الدولة أدركت ذلك منذ البداية، وتسير على هذا الدرب، فقام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بإطلاق مبادرة (المليون مبرمج)، وهذا الأمر يجب أن تستغله المرأة الإماراتية والعربية، ولديها القدرة على الإبداع في كل المجالات، وإذا دخلت المرأة بقوة في هذا القطاع، ستكون هناك فرص كبيرة لتطوير البرامج، وتطبيق أفكار جديدة ومبتكرة في هذا المجال، تخدم الدولة». وأكدت أن الأوان لم يفت أمام الطامحات لدخول مجال التكنولوجيا، فلا يوجد أحد كبير على التكنولوجيا، ويمكن أن يتعلمها ويعمل بها في أي وقت، ولكن يجب أن يكون لديه الشغف لتعلمها، ويجب أن يكون الدافع نابعاً من الذات. المستوى العلمي وقالت المزروعي إن النجاح على المستوى العملي والعلمي يوازي النجاح على المستوى الشخصي، فهي زوجة وأم، ونجاحها في الاتجاهين نابع من قدرتها على ترتيب أولوياتها بدءاً من حياتها العملية منذ 20 عاماً. وأضافت: «كانت هناك أولويات في كل مرحلة من مراحل حياتي، فعندما احتاج أولادي للاهتمام والرعاية أكثر، كانت أولويتي لهم، وبالتالي لم يكن تقدمي كبيراً وقتها في عملي. ولكن عندما أتيح لي الوقت، أعدت ترتيب أولوياتي، ليكون تركيزي أكثر على مجال عملي». وأكدت أنها لن تترك «فينتك هايف» إلا بعد تخريج شركة «يوني كورن»، الشركة الناشئة التي يتجاوز حجمها مليار دولار، مضيفة: «حلمي على المدى القصير هو تخريج شركة من (فينتك هايف)، مثل شركة (كريم)، ولكنها تعمل في التكنولوجيا المالية». وتطمح المزروعي لتصبح «فينتك هايف» ضمن أول خمسة مسرعات للتكنولوجيا المالية في العالم، كما تطمح إلى قيادة قطاع التكنولوجيا المالية لدولة الإمارات وتمثيله في المحافل الدولية. 44 شركة أكدت نائب الرئيس التنفيذي في «فينتك هايف» بمركز دبي المالي العالمي، رجاء المزروعي، أن «فينتك هايف» تخرج منه 44 شركة منذ إطلاقه في عام 2017، وجذب أكثر من 80 شركة للتسجيل في المركز، كما أطلق أخيراً، أول مسرّع للكفاءات النسائية في مجال التكنولوجيا المالية في المنطقة. وأشارت إلى أن «فينتك هايف» يستعد أيضاً في سبتمبر المقبل لإطلاق الدورة الثالثة من برنامج «المسرّع»، الذي سيكون أكبر من العام الماضي. وأكدت أنه سيتم إطلاق برنامج مسرّع لتكنولوجيا الأعمال في نهاية العام الجاري، سيخصص لدولة الإمارات، مشيرة إلى أنه سيتم الإفصاح عن تفاصيله قريباً. - شركات التقنية هي الأكبر في العالم حالياً والتكنولوجيا هي المستقبل. - العمل في الخدمات المالية تخصص غير تقليدي للنساء ومليء بالتحديات.طباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App

مشاركة :