خطر القاعدة وطهران يفرض على واشنطن مواصلة دعم اليمن

  • 5/4/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن نشاط تنظيم القاعدة والخطر الإيراني في اليمن هما من الأسباب الموجبة لاستمرار تقديم الدعم العسكري لتحالف دعم الشرعية في هذا البلد. جاء ذلك عقب فشل مجلس الشيوخ الأميركي في إبطال حق “الفيتو” الذي استخدمه الرئيس دونالد ترامب ضد قرار ينهي الدعم العسكري الأميركي للتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية في اليمن. وقال بومبيو “لو كانت هذه حربا أهلية بسيطة في اليمن، فسيكون من الصعب تبرير تورط الولايات المتحدة فيها، لكن للأسف، لم يكن الأمر كذلك. فتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية ينشط في تلك البقعة، وهو يمتلك قدرات أكثر تطورا يتم توظيفها في تنفيذ العمليات الخارجية”. وأضاف الوزير الأميركي “يتعين علينا الالتزام بحماية الولايات المتحدة من أجل القضاء على تهديد القاعدة الإرهابي الموجود داخل اليمن”. واستغل تنظيم القاعدة الانقلاب الحوثي في العام 2014 على السلطة الشرعية والذي أعقبه تدخل التحالف العربي لتوسيع نطاق نفوذه. ويعد فرع القاعدة في اليمن أحد أنشط فروع التنظيم الجهادي ويمتلك حاضنة شعبية في بعض المحافظات اليمنية، وهو ما شكل صعوبة للولايات المتحدة في القضاء عليه، رغم العمليات المتصاعدة ضده والتي انخرط فيها التحالف العربي. وترى الولايات المتحدة بوجود صلة وثيقة بين تنظيم القاعدة وإيران التي سبق واحتضنت قيادات للتنظيم المتطرف عقب الاجتياح الأميركي لأفغانستان، ومن هنا تبرز حاجة واشنطن إلى استمرار دعمها للتحالف العربي في اليمن. وسبق أن صرح وزير الخارجية الأميركي في شهادة له أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الشهر الماضي بأن “التساؤل المتعلق بعلاقة إيران بتنظيم القاعدة حقيقي جدا. فقد استضافت (إيران) تنظيم القاعدة وسمحت له بالمرور عبر أراضيها”. وصعدت الولايات المتحدة من إجراءاتها العقابية ضد إيران منذ انسحابها من الاتفاق النووي في مايو 2018 وهي تتجه لتصفير قدرة إيران على تصدير النفط الذي يشكل العمود الفقري لاقتصادها المنهك وسيقع التطبيق الفعلي لهذا التوجه في 6 مايو الجاري، بإنهاء الإعفاءات التي حصلت عليها ثماني دول، ومن ستخالف القرار ستجد نفسها تحت طائلة العقوبات.وتهدف إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الضغط على إيران للقبول بالدخول في مفاوضات جديدة حول برنامجها الصاروخي، وسعيها الدؤوب لزعزعة استقرار المنطقة من خلال دعم تنظيمات إرهابية مثل القاعدة والحوثيين في اليمن. وتظهر المؤشرات أن الجناح المتشدد الذي يسطو على القرار الإيراني ليس في وارد اتخاذ خطوة نحو القبول بالتفاوض، وعلى هذا الأساس يرجح متابعون أن يتصاعد التوتر بين الجانبين وبالتالي فإن انسحاب الولايات المتحدة من المشهد اليمني في هذا التوقيت خطوة خاطئة. وفي معرض تطرقه إلى الدوافع التي تستوجب الإبقاء على الدعم العسكري للتحالف العربي في اليمن قال بومبيو في تصريحاته الأخيرة “الإيرانيون يستخدمون اليمن كمنصة لاحتجاز السفن التي تمر عبر مضيق باب المندب وحوله وحول المياه المحيطة باليمن، إلى الجنوب وإلى الغرب من اليمن، مما يعرض السفن الأميركية التي تمر من تلك المياه إلى الخطر”. وفشل مجلس الشيوخ الأميركي في إبطال حق النقض “الفيتو” الذي استخدمه ترامب، ضد قرار ينهي الدعم العسكري الأميركي في اليمن. وصوت المجلس بأغلبية 53 صوتا مقابل 45 لصالح القرار، ليخفق في حشد أغلبية الثلثين اللازمة لإبطال حق النقض، بالمجلس المؤلف من 100 مقعد. وكان ترامب لجأ في 16 أبريل الماضي إلى حق النقض ضد قرار للكونغرس يطالبه بـ”سحب القوات المسلحة الأميركية من العمليات القتالية في اليمن، باستثناء العمليات التي تستهدف القاعدة”. وهذا ثاني فيتو يستخدمه ترامب خلال رئاسته. وقبل تصويت الخميس، دعا زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل أعضاء المجلس إلى التصويت لصالح الرئيس، وضد قرار يهدد بـ”تقويض الجهود الأميركية لإنهاء النزاع في اليمن”.

مشاركة :