يشكل سوق خورفكان القديم أحد أهم الواجهات التراثية والسياحية في مدينة خورفكان، إذ يعد محط أنظار جميع المواطنين والمقيمين والسياح القادمين من خارج المدينة، لكونه يضم العديد من المفردات التراثية القديمة، فضلاً عن شكله المعماري العام، حيث صمم بالمواصفات الخاصة ذاتها بالسوق القديم قبل عصر النفط. وكان صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، قد افتتح هذا السوق، ضمن عدد من المشاريع الأثرية والسياحية والخدمية بالمدينة منتصف الشهر الماضي، ويلاقي السوق إقبالاً كبيراً من مختلف الفئات العمرية، خاصة كبار السن والمخضرمين الذين يقصدون السوق لاستعادة ذكرياتهم مع الماضي. أجواء رائعة يقول الدكتور راشد النقبي، رئيس المجلس البلدي لمدينة خورفكان: «السوق يعد علامة تراثية بارزة في المدينة، وتم إعادة إحيائه من جديد، حتى يتعرف سكان المدينة من الأجيال الجديدة إلى ماضيهم وتراثهم، ليتمكنوا من العيش في تلك الأجواء الرائعة، والسوق تم تصميمه على الأسس الفنية والتراثية القديمة ذاتها، إنه صورة طبق الأصل لما كان عليه سوق خورفكان القديم، ويضم عشرات المحال التجارية المختصة ببيع المواد الغذائية الشعبية والتراثية». وأضاف النقبي: «يرتاد السوق الشباب والفتيات وكبار السن، وأيضاً المثقفون والراغبون في التعرف إلى التراث، حيث يضم محال تضج بمفردات التراث». قلاع وحصون وقال خالد الشحي، مدير معهد الشارقة للتراث بخورفكان: «أصبح السوق محط أنظار الجميع، وأصبح ضمن البرامج الخاصة بالمجموعات السياحية القادمة للمدينة، لا سيما وأن السوق محاط بقلاع وحصون أثرية تمتد لمئات السنين، والموغلة في القدم قدم مدينة خورفكان ذاتها». وأكد الشحي أن السوق لا يزال في بدايته، وفي المستقبل القريب، سيكون له مكانة كبيرة بين أهالي المنطقة والقادمين إليها، وسيتم استثماره سياحياً وتراثياً وتاريخياً بشكل جيد، خاصة وأنه يستقطب العشرات من أهالي المدينة الذين عاشوا أجواء هذه الأسواق التراثية. صناعة السفن ويستقطب السوق محال متخصصة في بيع أدوات النجارة القديمة، وغيرها من الأدوات التراثية التي ما زالت تلقى إقبالاً من بعض المواطنين، حيث يقول سعود النجار الحمادي، صاحب محل نجارة: «هذا المحل يجسد تاريخاً طويلاً من العمل لمنجرة بدأت مسيرتها عام 1937 في مدينة خورفكان، والآن تدعمنا حكومة الشارقة لكي نواصل مسيرتنا داخل هذا السوق التراثي، حيث إن عائلة النجار معروفة في خورفكان بتاريخها العريق بحرفة النجارة وصناعة السفن، ووجودنا في السوق يمنحنا الفرصة لتقديم هذه المهنة وأدواتها لمرتادي السوق، من خلال ما نعرضه بشكل مباشر لهم». ولفت النجار إلى أن التراث المحلي بحاجة ماسة إلى تقديمه بشكل مبتكر للأجيال، باستخدام التقنيات الحديثة في عرض كل المفردات التراثية. بيئة بحرية ويقول محمد المنصوري: «السوق القديم يعد قيمة كبيرة، كما أنه فرصة رائعة لعرض جميع المهن القديمة، وعلينا أن نقدم كل المعلومات والصور والأشياء العينية للشباب كي يتعرفوا إلى الماضي، خاصة مفردات البيئة البحرية والأدوات التراثية الخاصة بمهنة الصيد، والغوص بحثاً عن اللؤلؤ، كما يعرض السوق الكثير من المأكولات الشعبية الشهيرة».