هذا مثلٌ معروف عند أهل (الرس)؛ حيث تنتمي أسرة (المالك) العريقة الكريمة، التي ينحدر... عفواً: يتصاعد منها الرمز الصحافي الكبير/ خالد المالك، رئيس (رقباء) تحرير صحيفة (الجزيرة) منذ (45) عاماً! وينسب المثل إلى بدوي اعتاد التعامل بالدَّين (البيع الآجل)، مع تاجر معروف من (آل مالك)! أما لماذا لا يدعو لنفسه مباشرة (اللهم ارزقني)؟ فذلك يعود إلى غريزة (حب الدَّين)، القوية جداً في شعب الله (المحتار)! وهي الوجه الآخر للعملة البدوية، التي سكَّها (بديوي الوقداني العتيبي) في نصيحة لابنه عبد العزيز، قائلاً: إمّا تشطّر (تبتعد وحيداً) ياخذونك نْهابَهْ * ولاَّ يخاوونك يحتُّون (يفنون) مِزْهَبْك (رصيدك)! وهو بيتٌ لا يصدق اليوم إلاَّ على بنوك (مرتاع البال)!! يحضر هذا المثل (الرسَّاوي) الساخر بقوة، لدى مطالعة اللقاء الصحافي، الذي أجراه (بدر الخريّف) ـ وهو أظرف ما خلق الله من (غاط) ـ مع (أبي بشار)، في الشرق الأوسط، الاثنين الماضي، وتحديداً عند تبريره فشل (هيئة الصحافة) التي لا تأمر بمعروف، ولا تنهى عن منكر: بعدم تفرغ قياداتها المنتخبة مراراتٍ مفبركةً... أستغفر الله: مفرتكةً عديدة، و(أبو بشار) ثاني تلك القيادات، التي تشترط على المتقدمين لعضوية (الهيعة) أن يكونوا متفرغين للعمل الصحفي! يعني بالضبط: (اللهم فرِّغ ابن مالك حتى يفرغني)! وتحضر السخرية المريرة أيضاً، عند حديثه عن نظام (صحافة الأفراد) وكأنه انتهى باعتماد نظام (المؤسسات)! والواقع أنه لم يتزحزح قيد شعرة، وكل ما حدث أنه شُوِّه فقط، بعد أن فُرِّغَ نظام المؤسسات من محتواه؛ بحيث إن صحيفة (الجزيرة) مثلاً، تصدر (شكلياً) عن مؤسسة ذات هرم إداري معلن، لكنها في الواقع صحيفة فردٍ واحد هو (خالد المالك) ما غيره! يدني إليه من يشاء، ويقصي من يعكنن مزاجه بشخطة قلم! (اللهم ارزق ابن مالك بس لا يشخطني)! وإذا وقفت احتراماً لأبي بشار، وهو يعترف بنصيبه من المسؤولية عن فشل (الهيعة)، فإن الأجيال ستقف في وجهه، ووجه (تركي السديري) و(هاشم عبده هاشم)؛ محمِّلةً إياهم الجزء الأكبر من المسؤولية عن تردي الصحافة السعودية إلى هذا المستوى (الهاوي)، وكان بإمكانهم نقلها إلى عالم الاحتراف الطبيعي (والطبيعي فقط)!! نقلا عن مكة
مشاركة :