يحتفي نادي مكة المكرمة، الليلة، بالأديب الراحل الشاعر حسين سرحان، في ندوة ثقافية تتناول الجوانب الأدبية والشعرية في حياته، يشارك فيها الدكتور عبدالمحسن القحطاني والدكتور عبدالله الحيدري والدكتورة ندى الحازمي. وطبع النادي بهذه المناسبة، كتابين للراحل سرحان؛ الأول: يتناول العديد من البحوث والدراسات التي أجراها كبار الباحثين عن الشاعر، ويرصد الكثير من المقالات التي كتبت عنه من قبل أدباء ومثقفين ومختصين، ويبحث الثاني جانب الذات في شعر حسين سرحان، إضافة إلى إقامة معرض على هامش الحفل لبعض إصدارات ومقتنيات عن الراحل حسين سرحان. تحدث عن الشاعر المكي حسين سرحان، وعدد من الأدباء والمثقفين، حيث قال الباحث الدكتور عبدالمحسن القحطاني: «حسين سرحان حريص على لغة لا يشوبها ابتذال ففي وسعه أن يطل عليك بلغة قديمة اكتسبت حياة تالدة، فإن قراء شعره هي قراءة لبعض فصول العربية التي تخطر في قلب الشاعر فقد قرأ الشعر القديم وتذوقه وصار جزءا من عقله وذاكرته». وقال الدكتور عبدالله الحيدري: «إن شعر حسين سرحان من ناحية الإجادة الفنية تمثل مرحلة متقدمة من الإبداع، ويذهب أكثرها في الغزل الرومانسي الشفيف المجلل بالأحزان والكآبة، كما تتجه في جملتها إلى التراث الأغريقي أو التراث الأوروبي الحديث»، مضيفا أن شعره في ديوانية «أجنحة بلا ريش» ليس قصيدا غنائيا محضا، بل منه شعر قصصي يحمل مضامين إنسانية ذات طابع فلسفي تأملي». ومن جانبه، قال الدكتور معجب الزهراني: يظل الشاعر حسين سرحان حريصا باستمرار على الاحتفاء بأبسط مظاهر الحياة وأكثرها انسجاما مع فطرة الكائن البسيط الذي لا تلوثه نزاعات الظلم والسيطرة سواء سيطرة المال أو الجاه أو الموقع الاجتماعي، مشيرا إلى أن هذه القيمة تتكرر في كل قصصه وإن طرحت في هذه النصوص بصيغ متنوعة تراوح بين الشفافية والعتامة بين المنطق الذهني والمنطق التخيلي الرزمي وبين الموقف التأملي الهادي إلى قوة واستمرار تلك القيم، وهذا يظهر جليا في قضية (حياة ميت) وفي قصة (رجل من الناس).
مشاركة :