يعيش قطاع غزة منذ صباح اليوم السبت على وقع غارات جوية وقصف مدني إسرائيلي ورد فلسطيني برشقات صاروخية مكثفة، أسفرت عن استشهاد شاب وجرح خمسة، بحسب الصحة الفلسطينية. المقاومة الفلسطينية استهدفت بعشرات الصواريخ المستوطنات المحاذية للقطاع. وأعلن الجيش في بيان مقتضب، أن طائراته أغارت على “منصتي إطلاق صواريخ شمال القطاع”، فيما قصفت الآليات المدفعية مواقع لحركة “حماس” في مناطق متفرقة من القطاع، على حد تعبيره. وقالت وزارة الصحة بغزة، في بيان، إن “المواطن عماد محمد نصير (22 عاما) استشهد جراء قصف إسرائيلي استهدف شمالي القطاع”. وأضافت الوزارة أن “خمسة مواطنين أصيبوا بجراح مختلفة جراء القصف الإسرائيلي على أنحاء القطاع”، دون مزيد من التفاصيل حول درجة إصاباتهم. فيما أفاد مراسل الأناضول، أن الطائرات الإسرائيلية قصفت أراض زراعية في مناطق متفرقة من بلدتي “بيت حانون”، و”بيت لاهيا”، شمالي القطاع. وذكر شهود عيان أن الآليات المدفعية قصفت بعدة قذائف مراصد تتبع للفصائل الفلسطينية في مناطق مختلفة قرب الحدود الشرقية لمدينتي رفح وخانيونس، جنوبي القطاع، وبلدة “جحر الديك” (وسط). وفي حاث منفصل، فتحت قوات الجيش نيران أسلحتها الرشاشة تجاه مزارعين ورعاة أغنام فلسطينيين، كانوا يمارسون أعمالهم شرقي بلدة “جحر الديك”، وسط القطاع، دون وقوع إصابات، بحسب شهود عيان. على ذات الصعيد، قال وكيل وزارة التربية والتعليم في غزة، زياد ثابت، لمراسل الأناضول، إن وزارته “أصدرت تعليمات لمدراء المدارس في المناطق الحدودية والتي قد تتعرض لقصف إسرائيلي بإخلاء المدارس، دون الرجوع إلى الوزارة”. كما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، في تصريح مكتوب وصل الأناضول نسخة منه، رفعها مستوى الجهوزية في كافة مستشفياتها ووحدات الإسعاف والطوارئ في ظل استمرار التصعيد الاسرائيلي على غزة. من جهته، قال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إنه رصد 90 عملية إطلاق صواريخ من غزة تجاه إسرائيل، وذكر أن “القبة الحديدية” اعترضت عشرات منها. وأفاد أن آلياته المدفعية قصفت عدة مواقع لحركة “حماس” في أنحاء متفرقة من قطاع غزة. وفي بيان لاحق، قال الجيش إن رئيس أركانه، أفيف كوخافي، اجتمع في مقر وزارة الدفاع بتل أبيب، مع رئيس جهاز الشاباك، ونائب رئيس الأركان، وقائد المنطقة الجنوبية، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية ورئيس شعبة العمليات، وقائد سلاح الجو ومنسق أنشطة الحكومة في المناطق، ومسؤولين كبار آخرين، لتقييم الأوضاع في غزة. وفي السياق ذاته، قالت هيئة البث الإسرائيلية (رسمية)، إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، سيعقد السبت، اجتماعا مع رؤساء الأركان والشاباك ومجلس الأمن القومي لبحث التصعيد. وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية على موقعها الإلكتروني، أن السلطات الإسرائيلية قررت إغلاق المجال الجوي في محيط 10 كيلومترات من قطاع غزة، بداية من ظهر السبت حتى بعد ظهر غدا الأحد، جراء التصعيد العسكري المتواصل. بدورها، أفادت “القناة 12” العبرية، أن “أحد الصواريخ الفلسطينية سقط في ساحة منزل بإحدى المستوطنات قرب غزة لكن لم ترد أية معلومات عن إصابات”. كما قالت القناة إن صاروخا فلسطينيا أصاب بشكل مباشر منزلا ثانيا في مدينة عسقلان (جنوب)، دون إصابات. وأشارت القناة أن الفصائل الفلسطينية أطلقت مئة صاروخ، وأن “القبة الحديدية” اعترضت 30 منها، مشيرة أن معظم بقية الصواريخ سقطت في مناطق مفتوحة. وفي السياق نفسه، دعت الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي، في بيان، المستوطنين في محيط غزة إلى البقاء قرب الغرف المحصنة، أو الملاجئ تحسبا لتدهور القصف. وفي وقت سابق من صباح السبت، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه أغلق عدة محاور طرق في محيط قطاع غزة وقرب السياج الحدودي. وقال الجيش إنه “تقرر أيضا إغلاق شاطئ زيكيم القريب من حدود شمال القطاع”. وتأتي موجة التصعيد هذه بعد استشهاد 4 فلسطينيين وإصابة 51 آخرين، مساء الجمعة، جراء قصف الجيش الإسرائيلي موقعا لحركة “حماس”، واعتداء قواته على متظاهرين مشاركين بفعاليات مسيرة “العودة”. الأناضول
مشاركة :