قال أسامة الهتيمي، باحث في شئون الحركات الإسلامية، إن أبوبكر البغدادي يريد أن يبعث رسالتين عبر ظهوره الأخير الأولى هي الرد على كل ما نشر، وما قيل حول مقتله في العمليات الأخيرة لقوات التحالف أو لغيرها في كل من سوريا والعراق فها هو بشحمه ولحمه يظهر في فيديو طويل نسبيا.وتابع الهتيمي أن البغدادي ظهر وهو يجلس بأريحية تامة على الأرض مع بعض رفقائه وقد صبغ شعر لحيته بالحناء وزاد وزنه عما ظهر عليه منذ خمس سنوات تقريبا بما يعني أن أوضاع التنظيم لم تصل إلى هذه الدرجة من السوء التي يروج لها المناوئون له فضلا عن أن ذلك في حد ذاته يكشف عن عدم مصداقية الإعلام العالمي وأنه ليس كل ما يقال حقيقي.وأشار الباحث في الحركات الإسلامية، إلى أن الرسالة الثانية فهي التأكيد على أن التنظيم لا زال موجودا وقويا بل وقادرا على توسيع الحرب في أماكن أخرى في آسيا وأفريقيا وأوروبا وهو من ثم رد شديد على ما أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرا وبعد عملية الباغوز من أنه تم القضاء تماما على التنظيم.وأكمل: "على الرغم من أن التنظيم تأثر بالفعل وبشكل كبير بالمعارك التي دارت مؤخرا في شمال سوريا ومن قبل حرب تحرير الموصل وطرد عناصر التنظيم من أغلب الأراضي التي كانت تخضع لسيطرته إلا أن ظهور البغدادي وعلى هذه الهيئة وبما اشتمل عليه خطابه يؤكد أن هناك بالفعل خطرا قادما لا محالة سواء في نقاط تمركز التنظيم في كل من العراق وسوريا أو في الدول الأخرى التي نجح التنظيم في أن يتمدد لها عبر تجنيد خلايا جديدة أو مبايعة بعض الجماعات المسلحة له".واستطرد "لاشك أن التنظيم وكما هو عادته منذ التأسيس بارع إلى حد كبير ومدهش في أن يوظف حالة التناقضات والصراعات الإقليمية الدولية ليستفيد منها أيما استفادة فليست لديه أية عوائق تحد من التنسيق أو التعاون مع قوى متعارضة ومتباينة لها أجنداتها الخاصة وتحسب أنها توظف التنظيم لصالحها من أجل تحقيق أهداف مرحلية غير أنه وفي الوقت نفسه يستغل التنظيم دعمها في تحقيق مصالحه هو الآخر".وأشار إلى أن هناك نقطة في غاية الأهمية كنا قد أشرنا إليها قبل أيام تتعلق بالعلاقة بين عودة صعود تنظيم داعش من جديد والتطورات الحادثة في الصراع الأمريكي الإيراني بعد تصنيف أمريكا للحرس الثوري باعتباره منظمة إرهابية إذ كان ولابد أن تعمل إيران على التأكيد على أنها وحرسها الثوري يقومان بدور مهم للغاية في المنطقة حيث محاربة الإرهاب المتمثل في التنظيمات العابرة للحدودة وأبرزها داعش فلإيران دور كبير سواء عبر حرسها أو الميليشيات الموالية لها في العراق وسوريا في مواجهة التنظيم والتضييق عليه وبالتالي فإنه يصعب على العالم أن يتخلى عن هذا الدور الإيراني كون أن الخطر الداعش لا يزال يهدد العالم بأكمله وليس المنطقة فحسب وخير شاهد في حدث في نيجريا وسيرلانكا وما سيحدث في غيرها من مناطق أخرى.
مشاركة :