تونس - أعلنت وزارة الداخلية التونسية السبت إحباط عمليات إرهابية يجري التخطيط لتنفيذها خلال شهر رمضان المبارك. وقالت الوزارة في بيان إن الأمن تمكن من الحصول على معطيات مهمة، "وإحباط عمليات إرهابية يجري التخطيط لتنفيذها خلال شهر رمضان المعظم". يأتي ذلك استمرارا للعملية الأمنية التي تم القيام بها في القصرين غربي البلاد، الأربعاء، وأسفرت عن الإيقاع بـ "الإرهابي الخطير رائد التواتي"، بحسب البيان. وتابعت الوزارة أن الجهود لا تزال متواصلة لإلقاء القبض على عنصر "خطير فارّ"، مرتبط بالمجموعة المذكورة. والأربعاء، أعلنت الداخلية التونسية، القبض على عنصر إرهابي "خطير" بالمرتفعات الغربية، ينتمي إلى "كتيبة عقبة بن نافع"، الموالية لتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي". وفي تصريحات سابقة لسفيان السليطي، الناطق باسم "القطب القضائي لمكافحة الإرهاب" (مجمع قضائي مختص في قضايا مكافحة الإرهاب)، قال إن "التواتي، كنز من المعلومات". وأضاف السليطي، أن "التواتي" كشف خلال التحقيق عن معطيات مهمة جدا، سيتم إعلانها للرأي العام في القريب العاجل. وتابع: "هذا العنصر الخطير جدا، التحق بالجماعات الإرهابية في الجبال عام 2013، وشارك في العديد من العمليات الإرهابية التي نفذتها كتيبة عقبة بن نافع، ومنها استهداف دوريات الحرس الوطني والجيش". وفي السنوات التي تلت الثورة التونسية (2011)، اقترن شهر رمضان في تونس بالإرهاب، وهو ما جعل السلطات تزيد مستوى الحذر والاحتياط لأي خطر إرهابي قد يترصد البلاد في هذه المناسبة. وتؤكد السلطات في تونس أنها حققت نجاحات أمنية مهمة، إلا أنها تشدد على ضرورة مواصلة الحذر واليقظة إزاء خطر المجموعات الإرهابية. وتعيش تونس منذ مايو/ أيار 2011، أعمالا إرهابية تصاعدت منذ 2013، راح ضحيتها عشرات الأمنيين والعسكريين والسياح الأجانب. وفي الـ19 من ديسمبر/كانون الأول كشفت الداخلية التونسية عن وجود تنظيم إرهابي يتكون من 8 عناصر في سيدي بوزيد، ويحمل اسم "كتيبة الجهاد والتوحيد"، قالت إنه بايع إحدى التنظيمات الإرهابية خارج البلاد. وفي 6 ديسمبر/كانون الأول الماضي، أعلنت الشرطة في سيدي بوزيد مداهمة مستودع لتصنيع المتفجّرات في منطقة لسودة.. وقتل 21 شخصا عام 2015 خلال احتجاز رهائن في متحف باردو الوطني في العاصمة التونسية، وقتل مسلح 38 شخصا في منتجع ساحلي. وفي العام التالي حاول المتشددون السيطرة على بلدة بن قردان قرب الحدود مع ليبيا. ولم تقع هجمات بهذا الحجم منذ ذلك الحين، لكن الاقتصاد لا يزال مضطربا ويساور السلطات القلق من المتشددين الذين يحتمون في ليبيا. وطالما كانت الهجمات الإرهابية التي استهدفت تونس متركزة بالجبال، خاصة المرتفعات الغربية التي عرفت بـ "وكر تتحصن فيه الجماعات الإرهابية". وشهدت تونس منذ الإطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي في 2011 انتقالا ديمقراطيا للسلطة وأجرت انتخابات حرة وضمنت الحقوق الأساسية في دستور جديد. لكن الاضطرابات وهجمات المتشددين أبعدت السياح والمستثمرين مما زاد من حدة أزمة اقتصادية ناجمة عن عجز مزمن في الميزانية. وانضم نحو ثلاثة آلاف تونسي إلى تنظيم الدولة الإسلامية وغيرها من الجماعات المتشددة في العراق وسوريا وليبيا بينما زاد الغضب والاستياء من البطالة في السنوات القليلة الماضية
مشاركة :