نيل... «المنيل بستين نيله»!

  • 5/5/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

«هذه الدولة التي ساعد والدي في تحريرها، وحتى يومه الأخير، كان فخوراً أن الكويت ظلت عضواً شرفياً ومحترماً في المجتمع الدولي. إن انتهاكات حقوق الإنسان هذه تجعل الكويت ليست كالتي أعرفها من قبل! وما لم تتمكن القيادة الكويتية من تصحيح هذا الظلم، فعلى الكونغرس أن يتخذ خطوات فعالة لمعاقبة الأفراد المسؤولين عن ذلك». هذا ما كتبه حرفياً نيل بوش ابن الرئيس الراحل جورج بوش في صحيفة الواشنطن بوست بتاريخ 25 أبريل 2019 في مقال حمل عنوان «حرب من أجل العدالة في الكويت»، وذلك في ما يتعلق بقضية المتهمة الروسية مارشا لازريفا التي حكم عليها بالسجن لمدة 10 سنوات، ونشرت عنها «القبس» خبراً على صدر صفحتها الأولى الأسبوع الماضي! لا تعنيني المتهمة الروسية، ولا قضيتها ولا المتهم الكويتي معها، ولكن هذا التدخل السافر في شؤون الكويت والتمنن عليها بعد أن وقف العالم بأسره معها في قضيتها العادلة أبان الغزو العراقي الغاشم، وبتأييد دولي غير مسبوق وحمل راية «إحنا اللي حررنا الكويت»، وتهديدها بشكل مباشر وعلني في إحدى أعرق الصحف الأميركية من شخصية معروفة كرجل أعمال ثري وذائع الصيت وابن وشقيق رؤوساء سابقين للولايات المتحدة الأميركية أمر غير مقبول، ولا يمكن أن يمر مرور الكرام من قبل الخارجية الكويتية والقيادة السياسية! تدخل مباشر في سيادة الدولة وقضائها العادل المشهود له بالنزاهة، وتشكيك واضح وصريح بالقضاء الكويتي، الذي يوفر للمتهمين ثلاث درجات للتقاضي، وتعيين ما يشاؤون من محامين للدفاع عنهم، وإساءة لا تحتمل التأويل لشخوص القضاة وأمانتهم ومسؤولياتهم، حيث يدعي نيل بوش أن «قضية مارشا لازاريفا تهديد لأي عضو في المجتمع الدولي، يتطلع إلى القيام بأعمال تجارية في الكويت»، ويضيف: «لم تكن محاكمتها عادلة وحكم عليها من دون أن يكون لها الحق في استدعاء أي شاهد، ولم تعتمد المحكمة سوى على شاهدة واحده قدمت الأدلة ضدها، وهي مدقق حكومي كويتي مستخدمة وثائق مزورة بوضوح استخدمتها المحكمة لإدانتها». فماذا تبقى أكثر من ذلك ليقوله؟ّ! الشاهد أن «المنيل بستين نيله» نيل بوش ترك العالم بأسره ومشاكله وحروبه وبلاويه، وتفرغ للدفاع عن حقوق الإنسان والمظلومين في الكويت خصوصاً الروسية لازاريفا لأسباب لا يعلمها إلا الله! المهم في الموضوع - وإن كان ذلك عشم إبليس في الجنة - أن تتحرك الحكومة الكويتية لتضع حداً لهذا الهجوم المسيء للكويت ومكانتها الدولية، وألّا تسمح لكائن من كان بأن يتعرض للكويت وسيادتها وقضائها العادل والنزيه، وألّا تخضع لأي ضغوط أيا كانت! وليس لدي أكثر «للمنيل بستين نيله» سوى أن أقول: «إذا مو عاجبك... طق راسك بأقرب طوفه»! والله من وراء القصد! *** قبل أيام حصلت «زلت لسان» من شيخ قبيلة العوازم فلاح بن جامع تجاه إخواننا في البصرة، وتم إنزال علم الكويت من قبل المحتجين العراقيين بسبب ذلك في مبنى القنصلية الكويتية. ومثل ما يقول المثل الكويتي «قامت الدنيا وقعدت» بسبب هذا التصريح، فاستنفرت قيادات في الدولة وبتنسيق مباشر مع القيادات العراقية، ليقوم الشيخ فلاح نتيجة لذلك بالاعتذار عبر وسائل الإعلام لتعود المياه إلى مجاريها. ويا ليت الدولة، التي حلت المشكلة، أن «تقوم الدنيا وتقعدها» لهذه الإساءة من «المنيل بستين نيله»! و«إلا ترضون علينا وما ترضون على غيرنا»؟!

مشاركة :