مع اقتراب حلول الشهر الكريم روى عبدالمحسن دوم أحد رواد مركاز حارة الشام بجدة قصة المدافع في رمضان، وارتباطها المباشر برمضان أيام زمان. وقال لـ"سبق": في أول ليلة من رمضان قبل نحو 50 عاماً كانت تنطلق من برحة الجفالي بمنطقة البلد 11 مدفعاً إيذاناً بدخول شهر رمضان المبارك لتعم الفرحة والسرور على أهل الحارة كلهم، وأضاف: تستمر 3 فقط من المدافع حتى نهاية رمضان بواقع 3 مرات يومياً عند الإفطار وعند السحور وقبل الفجر بنصف ساعة للإمساك، وأشار "دوم" إلى أنه كان في السابق بمجرد سماع مدفع الإمساك فإن بعضهم يمتنع عن الأكل والشرب؛ حفاظاً على صيامه، وقال: إن المدافع كانت من الأشياء الجميلة في الوقت الجميل، لكنها أندثرت الآن، ولم تعد موجودة في كثير من الأماكن. من جانبه، قال محمد البهلولي صاحب مركاز البهلولي بحارة الشام بجدة التاريخية: إن العادات الجميلة والقديمة اندثرت مع دخول مؤثرات التقنية، وأضاف: كان مؤذن مسجد الحنفي يقف في المنارة، ويرفع علماً أحمر بيده، وعند مشاهدته من قبل الشخص المكلف بتشغيل المدفع يقوم بإطلاق المدفع، ومن ثم يقوم المؤذن بالأذان؛ ليتمكن الصائمون من الإفطار، وأضاف: دخول رمضان كان فرصة لزيارة الفقراء ومواساتهم وإعطائهم ما يحتاجونه، وفي ليل رمضان يجتمع أهالي الحي في المركاز، ويبدأ لعب المزمار والكبت واللب والطره، وأشار إلى أنه في أيام زمان لم تكن هناك جدة التاريخية، بل كانت حارات فقط، وهي حارة المظلوم، وحارة الشام، وحارة اليمن.
مشاركة :