إعلاميون قطريون ومغردون عرب ينتقدون تصريحات الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية، أكبر الباكر، حول منح تأشيرات الدخول للمصريين. فما السبب؟مصدر الصورةReuters لا تكاد حرب الانتقادات تهدأ بين الفرقاء المصريين والقطريين حتى تأججها تصريحات المسؤولين في البلدين، فتأخذ منحى آخر عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وفي آخر جولات هذا الصراع، تداول رواد موقع تويتر مقطع فيديو للرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية، أكبر الباكر، وهو يرد على سؤال صحفي حول منح تأشيرات دخول للمصريين. وقال الباكر في معرض رده على الصحفي إن " التأشيرة لن تعطى لأعدائنا بل ستعطى لأصدقائنا، إذا كنت خصما لنا سنعاملك كخصم، الأمر سهل إنه طريق باتجاهين، وإن فتحوا ذراعيهم لنا سنفتح لهم أذرعنا". أثار تصريح الباكر، الذي يعد الأول من نوعه الذي يصدر عن مسؤول قطري منذ توتر العلاقات بين البلدين، تساؤلات عما إذا كانت قطر تعتزم منع المصريين من تأشيراتها. وسارع نشطاء ومعلقون عرب إلى التنديد بموقف الباكر، إذ وصفوه بـ "المستفز". كما انتقد إعلاميون قطريون الباكر وطالبوه بتوضيح رافضين "استعداء" المصرين وذيلوا تغريداتهم بهاشتاغ " #مصر_ليست_العدو". في هذا السياق، علق المغرد عيسى بن ربيعة بالقول:" تصريح غير موفق، المواطن المصري فيهم الشقيق والأستاذ والمربي الفاضل ، لم ولن يكونوا في يوم ما عدوا لقطر وشعب قطر وهم لا يتحملون ذنب سياسة العسكر المفروضة عليهم." وذهب آخرون إلى انتقاد الصحفي الذي طرح السؤال على بكر بأنه "يدس السم في الدسم"، وقللوا من أهمية التصريح محذرين في الوقت ذاته من توظيفيه سياسيا. إلا أن مغردين آخرين برروا تصريحات الباكر باعتبارها موقفا طبيعيا في ظل المقاطعة التي تشارك فيها مصر ضد قطر. وعلى النقيض، رأى فريق آخر من المعلقين أن تصريحات الباكر تعكس "مرارة الهزيمة التي منيت بها الدوحة عقب المقاطعة". وبعد مرور زهاء ثلاث سنوات، يتجدد سؤال بعض المصريين عما جنته بلادهم من المقاطعة وانعكاساتها على الجالية المصرية في قطر. ويشتكي عدد من أفراد الجالية المصرية في الدوحة من ارتفاع أسعار تذاكر الطيران، فقبل المقاطعة كان ثمن التذكرة يصل إلى 2000 ريال قطري كحد أقصى. لكن الحال تغير اليوم، إذ تبلغ تذكرة طيران حوالي 5000 ريال. وبدا التذمر واضحا في تغريدة نشرها المغرد أبو خالد العطار في فبراير/شباط الماضي. وقال "أكثر المتضررين من الحصار هم الجالية المصرية ويعاملون معاملة الأعداء عند نزولهم مصر للإجازات.. يقضون في المطارات ترنزيت ساعات طويلة و يلاقون معاملة سيئة بمطار القاهرة.. عند استخراج تصاريح العمل . وعند تجديد الجواز." كما يقول مصريون كثيرون إن إصدار التأشيرات توقف فعليا بالنسبة لهم منذ عام 2017 مع وجود حالات تستثني أقارب الدرجة الأولى. في المقابل، تنفي الدوحة اتخاذ إجراءات ضد العمالة المصرية. ويناشد مصريون في قطر سلطات بلدهم التخفيف من معانتهم، خاصة أن المصريين المقيمين في الخارج هم مصدر النقد الأجنبي الأول في الموازنة المصرية، في حين يساند آخرون موقف حكومتهم المقاطعة للدوحة داعين إلى إعلاء الأمن القومي على المصالح الاقتصادية. ويشكل العمال الأجانب نحو 1.6 مليون من سكان قطر البالغ تعدادهم 2.5 مليون. ويقدر عدد المصريين في قطر بنحو 350 ألف شخص، مما يجعلهم واحدة من أكبر الجاليات الأجنبية في البلاد. ومنذ 5 يونيو/حزيران2017، قطعت 7 دول عربية علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، وهي السعودية ومصر والإمارات والبحرين واليمن وموريتانيا وجزر القمر، واتهمتها بـ "دعم الإرهاب"، الأمر الذي تنفيه قطر على الدوام.
مشاركة :