كتب - عبدالمجيد حمدي: أكد عدد من الأطباء أن هناك بعض الحالات الصحية لا ينصح لها بالصيام خوفا من حدوث مضاعفات جسدية تؤثر مستقبلا على حالة الجسم بشكل عام موضحين أن المرض يعد رخصة شرعية منحها الله تعالى لمن يعانون مثل هذه الأمراض المزمنة التى لا يستطيعون الصيام معها مشددين على ضرورة توخي الحذر في مسألة الصوم لفئات محددة من المرضى ومنهم مرضى السرطان الذين يخضعون للعلاج الكيماوي حيث لا يمكن لهم الصوم خلال يوم جلسة الإشعاع الكيماوي وكذلك مرضى الغسيل الكلوي ومرضى السكري من النوع الأول، لافتين إلى أن مرضى قص المعدة الذين خضعوا للجراحة قبل بثلاثة أشهر من حلول شهر رمضان ننصحهم بعدم الصيام. كما ينصح الأطباء مرضى زراعة الكلى بعدم الصوم، وذلك لتأثير قلة السوائل على الكلى المزروعة وضرورة أخذ الأدوية بصورة منتظمة وفي أوقات محددة، وكذلك فإن أكثر مرضى الزراعة مصابون بمرض السكري، وهذا يزيد من خطورة الصيام على المريض، لذا يجب عليه استشارة طبيبه المعالج بصورة مستمرة. وتابع هؤلاء في تصريحات خاصة ل الراية إن حالات المرضى بشكل عام في مسألة الصوم يحددها الأطباء المعالجون حيث إنهم هم الذين يقررون مدى قدرة الحالات المرضية على تحمل الصوم من عدمه وما يمكن أن يحدث من تأثيرات سلبية في حال إصرار المريض على الصوم. لا يجوز صيام مرضى السرطانفي يوم جلسة الكيماوي قال الدكتور أسامة الحمصي استشاري أمراض الدم ورئيس قسم الأورام بالمركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان بمؤسسة حمد الطبية إن مريض السرطان الذي يخضع للعلاج الكيماوي لا يمكن له أن يصوم فى يوم جلسة العلاج الكيماوي خوفا من حدوث تأثيرات جسدية كبيرة على الجسم لافتا إلى أن تأثير الجلسات الإشعاعية قد تستمر ليوم أو يومين على المريض ومن ثم يفضل له أيضًا عدم الصوم خلال هذه الأيام. ولفت إلى أنه يمكن لمرضى السرطان من أنواع أخرى يتناولون أدويتهم في مواقيت محددة أن يصوموا ولكن تحديد هذا الأمر يتوقف على ما يراه الأطباء المعالجون والمتابعون لحالاتهم حتى لا يحدث أي تأثيرات سلبية على المرضى الذين يصومون موضحًا أن بعض الأدوية لا يمكن أن يتم تنظيمها خلال فترات اليوم لتكون جرعتين فقط في المساء وهناك حالات تتطلب تناول الأدوية لأكثر من مرة على مدار اليوم ومن ثم فإن هذه الحالات لا تصوم. وتابع: إن الغالبية العظمي من حالات مرضى السرطان المنومين بالمركز لا يصومون بالطبع ولكن هناك حالات يتم تنويمها لأسباب بسيطة يمكن أن يصوم المريض معها ولكن تحت إشراف الأطباء أيضًا. يمنع صيام مرضى القصور الكلوي الحاد قال الدكتور حسن المالكي استشاري أول ورئيس قسم أمراض الكلى بمؤسسة حمد الطبية إن مرضى الكلى الذين يرغبون في صيام رمضان إلى ينقسمون إلى أقسام بحسب درجة المرض حرصا على سلامتهم من حدوث مضاعفات موضحًا أنه بشكل عام إذا كانت وظائف الكلى أقل من 60% فإنه لا يفضل لهم الصوم . وتابع إنه بالنسبة لمرضى القصور الكلوي الحاد تكون حالتهم الصحية حرجة، وهم ممنوعون من الصيام إلى أن تتحسن حالة الكلى وتعود إلى وضعها الطبيعي، أما مرضى الكلى المزمن فتختلف مراحل اعتلال الكلى لديهم، وينصح المصابون بمرض الكلى من الدرجة الثالثة فما فوق بعدم الصيام، وذلك لأن الكلى في هذه المرحلة تكون غير قادرة على الاحتفاظ بسوائل الجسم، ما قد يتسبب في قصور حاد في وظائفها، وقد يؤدي ذلك إلى تلف الكلى بصورة كبيرة، وكذلك فالصيام لمدة طويلة ينقص سوائل الجسم بصورة كبيرة، ويجب على المرضى الرجوع للطبيب المعالج لمعرفة مدى إصابة الكلى وتأثير الصيام عليها. وتابع أن مرضى الغسيل الكلوي يقومون بغسيل الدم ثلاثة أيام في الأسبوع، وبالتالي فيمكنهم الصيام في باقي الأيام حيث إن عملية الغسيل يصاحبها إعطاء محاليل عن طريق الوريد مما يفسد الصيام أما عن مرضى الغسيل البريتوني (غسيل البطن) التي يقوم بها المريض بنفسه في المنزل فلا يمكنهم الصيام لوجود مواد مغذية بسوائل الغسيل. كما نصح د. حسن المالكي مرضى زراعة الكلى بعدم الصوم، وذلك لتأثير قلة السوائل على الكلى المزروعة وضرورة أخذ الأدوية بصورة منتظمة وفي أوقات محددة، وكذلك فإن أكثر مرضى الزراعة مصابون بمرض السكري، وهذا يزيد من خطورة الصيام على المريض، لذا يجب عليه استشارة طبيبه المعالج بصورة مستمرة. د. معتز باشا: مرور 90 يوماً شرطاً للصيام بعد جراحة قص المعدة أكد د. معتز باشا استشاري جراحة السمنة ورئيس قسم السمنة بمؤسسة حمد الطبية أن جميع المرضى الذين خضعوا لعمليات قص معدة قبل شهر رمضان بأقل من 3 أشهر ينصحون بعدم الصوم نظرًا لما يمكن أن يتسبب للمريض من جفاف وإمكانية تعرضة لمضاعفات أكثر تتمثل في تكوين حصوات في الكلى وحصوات للمرارة نتيجة الجفاف. وتابع إن الغالبية العظمى من المرضى الذين خضعوا لمثل هذه الجراحات يصرون على الصوم ولكن لابد من توعيه الجميع بأن الصيام سيشكل خطرًا على صحتهم بشكل عام وقد يؤدي إلى مضاعفات جسدية وعضوية خطيرة لبعض الوظائف في الجسم موضحًا أن الدين يسر وأن هناك رخصة للمرضى لعدم الصوم والقضاء بعد ذلك فى أيام أخر ومن ثم فلابد من الحذر تمامًا في مثل هذه الحالات. وقال إن غذاء مرضى جراحة السمنة في رمضان لا يختلف عنه في الأيام العادية من حيث الكمية والنوعية المحددة سلفا من قبل أخصائي التغذية ولكن الاختلاف فقط في تغيير مواعيد الوجبات وترتيب الأطعمة مع ما يتناسب مع تحمل المعدة والجسم، لافتاً إلى أن شهر رمضان يعد من أكثر الشهور التي تعود على الجسم بفوائد صحية ونفسية واجتماعية وتربوية عديدة، فهو شهر لتدريب النفس والجسد على الصبر والالتزام وكبح النفس وتربيتها بترك بعض العادات الغذائية السيئة التي تضر بالصحة والتي قد يكون الفرد اعتاد على مزاولتها طوال العام. صيام مريض السكري يعتمد على قرار الطبيب نصح الدكتور أحمد عبدالكريم استشاري الباطنة بمؤسسة الرعاية الصحية مرضى السكري بضرورة استشارة الطبيب المعالج قبل الصيام من أجل ضبط مستوى السكر في الدم تجنباً لحدوث أي مضاعفات أثناء فترة الصوم، حيث يعتمد قرار الطبيب المعالج بالصوم من عدمه وفقاً لطبيعة حالة مريض السكري. وتابع إن مرضى السكري من النوع الأول المعتمد علاجهم على الأنسولين وخاصة من لديهم مضاعفات بالقلب ومضاعفات بالكلى وكذلك النساء الحوامل المصابات بالسكري ننصحهم بعدم الصيام تجنباً لحدوث مضاعفات خطيرة، موضحًا أن حالات أمراض القلب الشديدة أيضًا لا يستحب لها الصوم لأنها تؤدي إلى مضاعفات خطيرة. ولفت إلى أنه بالنسبة لمرضى النوع الثاني من السكري فبإمكانهم الصيام مع اتخاذ بعض الاحتياطات منها مراجعة الطبيب المعالج لتنظيم معدلات السكر بالدم ومراجعة جرعات الدواء وتنظيم أوقاتها بما يتناسب مع ساعات الصيام، كما يفضل تأخير وجبة السحور قدر الإمكان، والإكثار من شرب الماء بين وجبتي السحور والإفطار لتجنب الإصابة بالجفاف. ولفت إلى أنه من أجل صيام آمن لمرضى السكري لابد من الحفاظ على نسبة السكر ضمن المعدل الآمن للشخص المريض من 80- 180 مجم دسل بعد الإفطار والالتزام بتناول وجبتي السحور والإفطار وتأخير السحور قدر المستطاع مع تناول أكبر قدر من المياه بين وجبتي الإفطار والسحور لحماية الكليتين من التعرض للجفاف وضعف الأداء، كما يجب أيضاً التقليل من تناول المنبهات كالشاي والقهوة والمشروبات الغازية نظراً لاحتوائها على مادة الكافيين المدرة للبول مما يعرض الصائم لفقدان كميات كبيرة من السوائل.
مشاركة :