لم تدرك المصورة عائشة العبار، للوهلة الأولى، أن عدسة الكاميرا ستفتح عينيها على عوالم أخرى، وأنها ستتحول إلى جزء من كيانها، يصاحبها في حِلِّها وترحالها، بعد أن أخذتها من تخصصها الأكاديمي الذي قضت في جنباته أربع سنوات من عمرها، لتتركه برحابة صدر، مُتَّجهةً نحو شغفها وعالمها الخاص الذي تجد نفسها فيه. ومع الكاميرا، فتحت عائشة عينيها على عوالم الإبداع والفنون البصرية، واتخذت من المدرسة المفاهيمية دروباً تعينها على تقديم الجمال للآخر، بعد وضعه في كادر صورة واحدة، لتؤكد إيمانها بالقاعدة العامة التي تقول «صورة واحدة تُغني عن ألف كلمة». «البيان» التقتها في حوار تحدثت فيه عن انطلاقتها الأولى، فقالت: «درست تخصص إدارة الأعمال، وعملت فيه لسنوات، ورغم حبي لهذا التخصص، إلا أن شيئاً ما في داخلي كان يدفعني نحو تغيير مساري، وقررت في لحظة ما أن أتبع شغفي، فاتجهت نحو الكاميرا، وانطلقت من هاتفي المتحرك لأبدأ ممارسة التصوير، ورغم سعادتي بهذه الخطوة التي أشعرتني ببعض الإشباع، إلا أن كاميرا الهاتف لم تنجح في إقناعي بالتوقف عند أسوارها، لأتجه نحو تطوير موهبتي عبر الالتحاق بعدة دورات صقلت هوايتي وأكسبتني أصول التصوير». مشارب لم تتوقف رحلة عائشة عند محطة الصورة الفوتوغرافية، وإنما اتسعت آفاقها لتشمل أيضاً الفنون البصرية الأخرى على اختلاف مشاربها ومدارسها. وخلال مسيرتها، جرَّبت العبار معظم أشكال التصوير الفوتوغرافي، ولكنها فضلت في النهاية اتباع خطى المدرسة المفاهيمية. وعن ذلك قالت: «اختياري لهذه المدرسة، لم يكن عبثياً، وذلك لقدرتها على منحي الحرية في اختيار المشهد، وخروجها عن النمطية وتحررها من المألوف في التصوير، الأمر الذي مكنني من توسيع آفاقي في التصوير، وزاد من مساحة الخيارات المعروضة أمامي». وأكدت أن معارض التصوير لا تزال بحاجة إلى مزيد من الاهتمام، مشيرة إلى أن المشهد الفني في دبي، يعيش حالياً عصره الذهبي، وقالت: «تسعى دبي بشكل دائم لتعزيز دور الفن من خلال المبادرات والفعاليات المتنوعة، وهو ما يدفعنا كفنانين ومصورين للإسهام بشكل فاعل في تحقيق هذا الهدف، لنواكب توجهات دولتنا من خلال الطاقات والإمكانات التي نمتلكها، وهو ما دفعني لافتتاح غاليري خاص بي، أتطلع من خلاله لتقديم رؤية جديدة للفن، ومشاركة دبي طموحها في أن تتحول إلى وجهة أولى لمحبي الفنون البصرية وجامعي اللوحات والمنحوتات». مساحة إبداعية وذكرت عائشة أن الغاليري يوفر مساحات إبداعية خاصة للفنانين، تمكنهم من تقديم وجهات نظرهم وأعمالهم أمام عشاق المدارس الفنية، وأشارت إلى أن ارتفاع عدد الغاليريهات في دبي، يدل على توسع رقعة الجمال فيها. وقالت: «زاد وعي الجمهور بمفهوم الجمال النابع من الفنون، وفي معرضي الخاص أسعى لتقديم كافة أنواع الفنون، بأشكالها وأساليبها الكلاسيكية والمعاصرة لإشباع احتياجات الجمهور المتعطش لكل فن». ورغم كثرة الفعاليات والمشاريع الفنية في دبي، إلا أن عائشة أكدت الحاجة لمعارض فنية إضافية تثري الذائقة الفنية. ولم تكتف عائشة بدخول عوالم التصوير الفوتوغرافي فقط، وإنما تجاوزتها لتصل إلى الفنون التشكيلية التي وجدت فيها عوالم إضافية مزهرة بالجمال. وقالت: «حبي للتصوير قادني لاكتشاف الفنون البصرية الأخرى، فتعلقت بها، عبر متابعة المعارض التشكيلية التي تقام داخل الدولة وخارجها». كوادر الصور التي تلتقطها عدسة عائشة لم تتمكن من خنق طموحاتها، فهي ترنو للمشهد الفني في دبي بعين التفاؤل. وقالت: «لدي طموحات كثيرة وواسعة، وأتطلع لتحقيقها من خلال تنظيم معارض متخصصة، وتقديم أسماء فنية جديدة، كما حدث معي في معرض (دبي تلتقي بالعالم)، وكذلك معرض (احتفاء بدور المرأة)».طباعةEmailÙيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :