يعتبر الكثيرون أن المسؤولية المجتمعية والعمل التطوعي هو فعل واحد بمصطلحين مختلفين وبالرغم من أن كلاهما يتشارك في تجسيد أعظم معاني القيم والأخلاق الرفيعة عن طريق القيام بأعمال حميدة تعود بالنفع على فئة أو أكثر من المجتمع لحل مشكلاتهم وكلا الفعلين تقدم للمساعدة والمساهمة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والصحية. بالإضافة إلى أن المسؤولية المجتمعية والعمل التطوعي لهما دور كبير وفعال في إشعار المواطن بحجم المسؤولية والانتماء والقدرة على العطاء والثقة في النفس وغيرها من الفوائد. وبعرضنا لقوله صلى الله عليه وسلم (كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته) يتضح لنا بأن المسؤولية هي واجب يقع على عاتق الجميع وهذا هو أول اختلاف يوضح الفرق بين المسؤولية المجتمعية والعمل التطوعي، فالمسؤولية المجتمعية هي واجب أخلاقي على كل فرد في المجتمع، فمن بعض أمثلة المسؤولية المجتمعية أن من مسؤوليات العالم أن ينشر ويُوصل علمه النافع ليرتقي ويزيد وعي مجتمعه ومن مسؤولية الطبيب أن يحفظ أسرار مرضاه ومسؤولية القاضي أن يحكم بعدل الله. وكلما اجتهد الفرد في نفع البلاد والعباد فيما يتلاءم مع تخصصه وقدرته وما يحتاجه العامة كان هو مسؤوليته تجاه مجتمعه لبناء منظومة اجتماعية ليعكس صورة إيجابية واقعية عن مدى وعي الفرد والمجتمع وفهمهما للمسؤولية المجتمعية في الإطار الإنساني الذاتي. وكذلك المؤسسات والمنظمات الحكومية والأهلية تتشارك مع الأفراد في المسؤولية المجتمعة فعليها أن تقدم مبادرات بطريقة اقتصادية أو اجتماعية أو بيئية لتحقق أهداف المجتمع وأن تسعى لإحداث تأثير إيجابي وتغيرات مستدامة لإرضاء وخدمة مصالح فئاتها المستهدفة. أما العمل التطوعي فهو ركن أساسي وهام من أركان المجتمعات وهو أحد المصادر المُهمّة للخير يقومُ به الفرد تطوعًا دون إجبارٍ أو ضغوط من الآخرين، ولا يُقدِم عليه إلا من هو محب للخير وللعطاء دون مقابل مادي ولا بغرض الشهرة وإنما ينبع من القلب فيسخر المتطوع وقته أو جهده أو ماله ليساهم في تحقيق الترابط المجتمعي ويمد يد العون لمن هم في حاجة قال الله تعالى في كتابه الكريم {وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ} وقوله تعالى:{ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا} ونستشهد من هاتين الآيتين الكريمتين أن التطوع هو فعل حسن حث عليه ديننا الحنيف يؤديه الفرد بواسطة جهوده الخاصة وكامل إرادته وإن تركه فلا يؤثم عليه. وفي الختام يمكن أن نعتبر أن المسؤولية المجتمعية هي مظلة لجميع الأعمال الحسنة التي تساهم في بناء الأوطان وتنمية المكان وأن العمل التطوعي هو أحد أذرعها يقوم به من كان لديه الاستطاعة لذلك وفي تشبيه آخر، التطوع هو صدقة الفرد بصورة مادية أو غير مادية في معظم الأحيان. ** ** عميدة عمادة خدمة المجتمع والتنمية المستدامة - جامعة الطائف
مشاركة :