تونس د ب أ بدأ عدد من جرحى الثورة التونسية إضرابا عن الطعام أمس، في ساحة باردو، قبالة المجلس الوطني التأسيسي، احتجاجا على ما اعتبروه «مماطلة وتهميشاً» في تسوية أوضاعهم. ويعاني المحتجون من الجرحى، الذين أصيبوا خلال أحداث الثورة في مواجهات مع الأمن، من عاهات وحروق بالغة. وخضع أغلب الجرحى لعلاج في المستشفيات العامة بتونس، كما سافر آخرون بمساعدات من رجال أعمال، ومساعدات خارجية، إلى خارج تونس للعلاج، وتحديدا في مصحات قطرية، وتركية، لكن أوضاعهم الصحية ازدادت تعقيدا. وقال فؤاد العجيلي، أحد جرحى الثورة المعتصمين منذ السادس من سبتمبر الماضي: «منحتنا الدولة بطاقة علاج في المستشفيات العمومية، لكننا نضطر لشراء أغلب الأدوية بأنفسنا من الصيدليات». وأضاف العجيلي: «نحن نعاني صحيا وماليا. وهؤلاء السياسيون أخذوا الكراسي، ونسوا أمرنا». وأُصيب العجيلي، بعد يوم واحد من سقوط نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي، برصاصة أصابت قدمه، وأدت إلى بترها. وهنالك حالات كثيرة مشابهة لحالة العجيلي، الذي فقد عمله بعد إصابته، وصرح أغلبهم في الاعتصام بأنهم «قضوا فترات متوالية في مستشفى الأمراض العقلية «الرازي» في العاصمة بسبب تدهور حالاتهم النفسية نتيجة تراجع أوضاعهم الصحية». وسُجِّلت على الأقل أربع محاولات انتحار أمام المجلس التأسيسي في صفوف الجرحى المعتصمين.
مشاركة :