في حياة الأمم قادة عظام أضاءوا الطريق لأجيال تسير الآن على الدرب، لاستكمال مسيرة من وضعوا اللبنة الأولى للحضارة والازدهار. عام بعد المئة يمر على ميلاد الأب المؤسس لدولة الإمارات العربية المتحدة، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي قاد مسيرة كان عنوانها الإصلاح والإنجاز منذ توليه حكم إمارة أبوظبي عام 1966 ليضعها على طريق النمو المستدام والتنمية. ويأتي عام 1971 لتخرج إلى النور دولة الاتحاد، والتي قاد زايد جهود كبيرة لجعلها واقعا ملموسا في ظل ظروف شديدة الصعوبة، وتقديرا لدوره القيادي اختير لرئاسة دولة الإمارات العربية المتحدة، ومن هنا بدأ زايد مسيرته لتعزيز الانسجام الداخلي والتلاحم الوطني بين أبناء شعبه، وكلف حكومته بتعزيز قدرات الدولة في مجالات الصحة والتعليم والعدالة والرعاية الاجتماعية. أما عن النواحي الاقتصادية فنجح زايد في توظيف عائدات النفط لبناء اقتصاد قوي ومتماسك، ما وضع دولة الإمارات المتحدة في مصاف الدولة المتطورة اقتصادية، لتصبح اليوم ضمن أهم اقتصادات الشرق الأوسط، ما انعكس على مستوى معيشة المواطنين. أما خارجيا وضع زايد سياسة اتسمت بالحكمة والاعتدال والنصرة للقضايا العربية، ما أكسب الإمارات مكانة مهمة إقليميا ودوليا، فموقفه من حظر تصدير النفط إلى الدول الموالية لإسرائيل خلال حرب أكتوبر عام 1973 لا يزال حاضرا في ذاكرة الشعوب العربية.
مشاركة :