ما تزال أبواب الكنائس في سريلانكا مغلقة بعد موجة الاعتداءات الإرهابية يوم عيد الفصح، والتي أودت بحياة العديد من الأشخاص.وشارك الكاثوليك بقداس نُقل مباشرة عبر شاشات التليفزيون ترأسه رئيس أساقفة كولومبو الكاردينال مالكولم رانجيت وقرأ خلاله رسالة من البابا فرنسيس. وللأحد الثاني على التوالي، تجمّع أمس كاثوليك سريلانكا أمام شاشات التليفزيون لمتابعة وقائع القداس لأن أبواب الكنائس ما تزال مغلقة لأسباب أمنية منذ يوم عيد الفصح 21 ابريل الماضي، تاريخ الهجمات التي أسفرت عن مقتل 290 شخصَا، بينهم حوالي 50 طفلا، فضلا عن حوالي 500 جريح بعضهم حالتهم خطرة.في عظته أثناء القداس أثنى الكاردينال مالكولم على إيمان المصلين الكاثوليك الذين قضوا في اعتداءات عيد الفصح والتي استهدفت، فضلا عن عدد من الفنادق، كنيستين كاثوليكيتين وأخرى إنجيلية، وقال: إن جميع هؤلاء المصلين توجّهوا إلى الكنيسة بدافع محبتهم العميقة لله. وفي ختام الاحتفال الديني قرأ رئيس أساقفة كولومبو رسالة وجّهها البابا فرنسيس إلى المسيحيين في سيرلانكا وأرسلها إلى الكاردينال رانجيت.وأكد فرنسيس أنه على أثر الهجمات الوحشية التي استهدفت الجماعات المسيحية صباح عيد الفصح في كولومبو ومناطق أخرى من سريلانكا، يود التعبير مرة جديدة عن تضامنه العميق وصلواته المستمرة من أجل جميع الأشخاص الذين تعرضوا لهذه الجرائم البغيضة. وقال إنه بالاتحاد مع الأخوة والأخوات حول العالم يوكل الضحايا إلى الرحمة اللامتناهية لله، الآب السماوي، ويصلي إلى يسوع المسيح، الذي تغلّب على الخطية والموت طالبا منه أن يحمل الشفاء للجرحى والعزاء لكل الأشخاص الذين يبكون أحباءهم.كتب البابا في رسالته أيضا: مع أتباع جميع الديانات والرجال والنساء ذوي الإرادة الصالحة حول العالم، أعبّر عن الرعب إزاء هذه الإساءة الخطيرة لاسم الله القدوس، وأصلي على نية القلوب التي قسّاها الحقد، كي تستسلم لإرادة تحقيق السلام والمصالحة بين جميع أبنائه. في فترة الألم الكبير هذه، أصلي من أجل المؤمنين كي يُثبّتوا في المحبة ويعزوا بعضهم بعضًا من خلال الرجاء النابع من الفصح ومن إيماننا الذي لا يتزعزع بوعود المسيح. تابع البابا رسالته إلى الشعب السريلانكي: إذ أدرك الجرح الذي تعرضت له الأمة بأسرها، أصلي على نية جميع السريلانكيين كي يترسخوا في العزم على تعزيز التناغم الاجتماعي والعدالة والسلام. في الختام كتب البابا أنه يوكل رئيس أساقفة كولومبو وأخوته الأساقفة وجميع الإكليروس والرهبان والمؤمنين العلمانيين إلى معانقة ملكة وشفيعة سريلانكا المُحبّة، ومنح الكل بركاته الرسولية كعلامة للصلابة والسلام في الرب القائم من الموت.وكان بعض المؤمنين قد توجهوا يوم أمس الأحد إلى الكنائس التي استهدفتها اعتداءات يوم عيد الفصح وأشعلوا أمامها بعض الشموع إحياء لذكرى الضحايا. وتحدث أحد كهنة أبرشية كولومبو عن صدمة روحية يمرّ بها المؤمنون حاليًا بسبب توقّف الاحتفالات بالقداديس والإفخارستية، وعدم توفّر دور الصلاة والعبادة، واصفا ما يجري بالمأساة. وعلى الرغم من إقفال الكنائس يقوم بعض المؤمنين الكاثوليك بالتجمّع في المنازل ومختلف المراكز الخاصة، كما يقوم الكهنة بزيارات إلى البيوت ليتفقدوا المؤمنين ويزوروا جرحى الاعتداءات ويمنحوا المناولة للمرضى محاولين مدّهم ببصيص من الأمل والعزاء. وقد اتُخذ قرار يقضي بإقفال المدارس الكاثوليكية في سريلانكا بسبب بعض التهديدات التي تلقتها، ومنها أيضا تهديدات صدرت عن تيارات متشددة بوذية، الديانة التي تنتمي إليها أغلبية السكان.
مشاركة :