يبدع الاحتلال الإسرائيلي في تنفيذ جرائمه بحق الشعب الفلسطيني حيث نفذت ابشع جرائمها بحق الأطفال والنساء، فلم تفرق الطائرات الحربية الإسرائيلية بين جنين في بطن أمه أو مقاتل فلسطيني. و لم يكن الطفل الفلسطيني بمعزل عن هذه الإجراءات التعسفية التي تمارسها سلطات الاحتلال؛ بل كان في مقدمة ضحاياها، رغم الاتفاقيات والمعاهدات والمواثيق والقوانين الدولية التي تنص على حقوق الأطفال؛ وفي مقدمتها “اتفاقية حقوق الطفل”، التي تنادي بحق الطفل بالحياة والحرية والعيش بمستوى ملائم، والرعاية الصحية، والتعليم، والترفيه، واللعب، والأمن النفسي، والسلام. وتدل أحداث قصف منزل عائلة عرار في حي الزيتون، شرق مدينة غزة، على همجية المحتل الذي يتعمد قتل المدنيين الآمنين في بيوتهم ، فقد قصفت طائرات الإف 16 منزل هذه العائلة، وأدى ذلك إلى استشهاد كل من الطفلة صبا محمود حمدان أبو عرار، عام ونصف، وأمها فلسطين صالح أبو عرار، ( 37 عاما ) ، وهي حامل في الشهر الخامس، وقتل جنينها أيضا ، كما أصيبت الحاجة معزوزة محمد أبو عرار، ( 72 عاما)، والطفل حسام عدنان أبو عرار، عامان. وقالت الحاجة معزوزة ، في تصريحات لها لموقع قناة الغد الإخبارية، إن ” قوات الاحتلال قصفت البيت، قتلوا أحفادي، واستشهدت زوجة ابني التي تركت ورائها 8 أولاد ، هذا حرام، و استشهدت ابنه ابني الصغيرة صبا، والجنين قتل في بطن امه”. واستمرت الآلة الحربية الإسرائيلية في قتل الأطفال حيث استهدفت منزل عائلة المدهون “أبو العمرين” في مجزرة بشعة شاهد آخر على وحشية هذا المحتلة. هذه الأسرة التي تقطن ببلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، كانت تتابع أحداث العدوان الإسرائيلي عبر شاشة التلفاز لم تكن تدرك أنها بعد قليل ستكون الخبر الذي يتابعه الفلسطينيون و العالم الاجمع، فالأم أماني المدهون (أبو العمرين) 33 عاما والشهيد الجنين أيمن المدهون 9 شهور، وقد استشهد في أحشاء والدته أماني، كما استشهد الوالد عبدالله عبدالرحيم المدهون 22 عاما، خلال قف صواريخ الإف 16 لمنزلهم دون شفقة أو رحمة. وليس بعيدا عن عائلة المدهون، وفي مدينة الشيخ زايد ببلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة ،قصف الطيران الحربي الإسرائيلي شقق سكنية، وأدى ذلك إلى استشهاد الرضيعة ماريا أحمد رمضان الغزالي (4 شهور)، والطفل عبد الرحمن طلال عطية أبو الجديان (12 عاما)، والسيدة إيمان عبد الله موسى أصرف (30 عاما ). لقد شكلت عمليات استهداف الأطفال الفلسطينيين وقتلهم سياسة ثابتة اتبعتها القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية، واعتمدت على أعلى المستويات، ما يفسر ارتفاع عدد الشهداء الأطفال، وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية بقطاع غزة أن أعداد الشهداء الفلسطينيين بلغ 27 شهيداً منهم (4 سيدات وجنينين ورضيعتين وطفل) وإصابة 177 فلسطينيا بجراح مختلفة منهم ( 42 طفل و 46 سيدة) وذلك خلال جولة التصعيد وسلسلة الغارات المكثفة التي نفذتها الطائرات الحربية الإسرائيلية على مئات المواقع والأهداف. وأكد الدكتور أشرف القدرة المتحدث باسم الوزارة، في تصريح صحفي له ، أن الاحتلال الإسرائيلي مارس أبشع صور الإرهاب والعنصرية وصب حمم غضبه على العوائل الآمنة في بيوتها و استقوى على الأطفال الرضع والنساء الحوامل واضعاً إياهم ضمن أهدافه. وأضاف: استهداف الاحتلال للنساء الحوامل والأجنة في أحشائها إنما يعكس حجم الإجرام و العداء لمعاني الحياة ويستوجب مواقف واضحة وحازمة من المؤسسات الأممية المعنية بحماية المرأة والسيدات الحوامل. وتوصلت فصائل المقاومة الفلسطينية وسلطات الاحتلال برعاية مصرية وأممية لوقف لإطلاق النار فجر اليوم الاثنين، تلتزم خلالها سلطات الاحتلال بموجبه بتنفيذ تفاهمات كسر الحصار.
مشاركة :