لم يكن مدرب موناكو الفرنسي, البرتغالي ليوناردو جارديم راضيا على الاطلاق عما صدر عن نظيره الفرنسي ارسين فينغر الذي اعتبر بان تأهل نادي الامارة على حساب فريقه ارسنال الانجليزي الى الدور ربع النهائي من دوري ابطال اوروبا لم يكن مستحقا. وكان ارسنال قاب قوسين او ادنى من تحقيق انجاز تاريخي لكن الجهود التي بذلها والفوز على مضيفه موناكو 2-صفر في اياب الدور الثاني لم يكونا كافيين لحرمان الاخير من بلوغ ربع النهائي للمرة الاولى منذ موسم 2003-2004. واستفاد فريق الامارة من الفوز "الصاعق" الذي حققه ذهابا في معقل ارسنال 3-1 لكي يحجز بطاقته رغم خسارته على ارضه بهدفين نظيفين. وقد حقق فينغر عودة جيدة من ناحية الاداء ومخيبة من ناحية النتيجة النهائية الى معقل الفريق الذي اشرف عليه لسبعة اعوام بين 1987 و1994 واحرز معه لقب الدوري الفرنسي عام 1988 والكأس عام 1991، اذ فشل النادي اللندني في فك عقدته مع الدور ثمن النهائي حيث انتهى مشواره للموسم الخامس على التوالي. واعتبر فينغر بعد المباراة بان ارسنال يستحق التواجد في قرعة ربع النهائي المقررة الجمعة وليس فريقه السابق، مضيفا "اذا نظرتم الى عدد التسديدات التي قاموا بها (موناكو) على المرمى فسترون المفاجأة. كل خسارة تشعرني بالاسى لكننا لم نخسر". وهذا التصريح لم يعجب جارديم الذي تجاهل نظيره الفرنسي بعد المباراة ولم يصافحه ردا منه على ما قام به الاخير في لقاء الذهاب حين توجه مباشرة الى غرف الملابس دون ان يصافح المدرب البرتغالي. "كلا، لم نتصافح"، هذا ما قاله جارديم، مضيفا "تركت ارضية الملعب لان عملي انتهى. خلال لقاء الذهاب، المدرب المنافس تجاهلني وبالتالي انا بادلته بالمثل. ارسنال لم يعاملنا باحترام خلال المباراة الاولى لكن بامكاننا اليوم الاحتفال. بالنسبة لي، نحن نستحق التأهل". وواصل "عندما يتمكن فريق مثل موناكو من اللعب ضد ارسنال والفوز عليه في لقاء الذهاب بعيدا عن ارضه 3-1، فان التأهل مستحق. استفدنا من نتيجة المباراة الاولى وهذه المرة الاولى التي اصل فيها الى الدور ربع النهائي من دوري ابطال اوروبا وبالتالي انا سعيد جدا". ومن المؤكد ان ارسنال قدم في مباراة امس اداء مخالفا تماما للقاء الذهاب وكان قريبا في الثواني الاخيرة من خطف هدف التأهل القاتل لكنه فشل في نهاية المطاف من ان يصبح اول فريق في تاريخ مسابقة دوري ابطال اوروبا يعوض خسارته ذهابا بفارق هدفين او اكثر ويتأهل الى الدور التالي، علما بانه لم ينجح اي فريق في مواصلة مشواره في المسابقة (ان كان كأس الاندية الاوروبية البطلة او دوري ابطال اوروبا) بعد خسارته بفارق هدفين على ارضه منذ ان حقق ذلك اياكس امستردام الهولندي عام 1969 على حساب بنفيكا البرتغالي. وقد اعترف جارديم ان احدا في فرنسا او حتى موناكو لم يكن مؤمنا بقدرة الفريق على تخطي ارسنال، مضيفا "رغم كل ما قيل قبل المباراة، اظهرنا انه باستطاعتنا التأهل والفضل يعود الى لاعبي فريقي. نحن الفريق الوحيد الذي تأهل من خارج التوقعات وهذه مكافأة على العمل الذي قام به اللاعبون. يستحقون ان يتم احترامهم". يذكر ان موناكو عاد هذا الموسم الى دور المجموعات للمرة الاولى منذ موسم 2004-2005، وبلغ ربع النهائي للمرة الاولى منذ موسم 2003-2004 حين تخطى ريال مدريد وتشلسي الانجليزي قبل ان يحرمه بورتو من اللقب بالفوز عليه 3-صفر في النهائي.