اتُّهمَ مصرف يو بي أس، أكبر المصارف السويسرية، أمام هيئة قضائية فرنسية بأنه نهبَ فرنسا، لكن المصرف السويسري رفض هذه الاتهامات. وألقى التهمة محامي موظفة فرنسية سابقة في فرع المصرف في باريس قالت إنها تعرَّضت لضغوط ومضايقات بعد أن رفضت تنفيذ أمر من المصرف بإتلاف وثائق تتعلق بالطرق والأنظمة التي يتبعها المصرف في جذب الأثرياء الفرنسيين للتهرب من دفع الضرائب. واستناداً لهذه الشكوى، خضع يو بي أس ابتداء من الأول من حزيران (يونيو) الماضي لتحقيقات القضاء الفرنسي بتهمة التواطؤ، واتباعه طرقاً غير قانونية، وتطبيق أنظمة منذ عام 2000 لإقناع الأثرياء الفرنسيين بفتح حسابات في سويسرا تكون بمأمن من مؤسسة الضرائب الفرنسية. وقد وُجِّهَت التهمة أيضا للمصرف الأم في سويسرا، ولعدد من المديرين التنفيذيين في فرنسا بما في ذلك المدير العام السابق لفرع المصرف في باريس، باتريك دي فايت. وكانت المشتكية، جيبو ستيفاني، منذ اشتغالها في فرع المصرف في باريس في أول افتتاحه عام 1999، مسؤولة عن تنظيم الاتصال بالزبائن الفرنسيين الأثرياء، وأدلت أمام المحكمة بأنها كانت ضحية ضغوط نفسية ومضايقات معنوية حتى إقالتها من منصبها في كانون الثاني (يناير) 2012، بعد أن رفضت تدمير قوائم الضيوف ورجال الأعمال السويسريين الذين كان يتم تكليفهم بتطبيق أنظمة المصرف غير المشروعة لاستدراج الأثرياء الفرنسيين. وذكر المحامي، رونو دوفو، أمام القضاء أن موكلته كانت جزءًا من فئة من الموظفين في المصرف الذين أبلغوا السلطات الرسمية عن هذه الأعمال بعد أن رفضوا ارتكاب أفعالا غير مشروعة. ووفقا للموظفة، فإنه في اليوم التالي لكشف الولايات المتحدة عن وجود حسابات لعملاء أمريكيين هاربة من الضرائب لدى المصارف السويسرية في حزيران (يونيو) 2008، طلب المصرف من عدد من الموظفين إتلاف كافة البيانات الورقية، وتنظيف أجهزة الكمبيوتر. وبحسب المشتكية فإنها رفضت تطبيق التعليمات إلا إذا جاءتها مكتوبة، وهو أمر لم تقدمه إدارة المصرف أبداً، فيما أشار المحامي دوفو، إلى أنَّ هذه القوائم التي أرادَ المصرف تدميرها، إنما تُظهر التواطؤ في اتباع المصرف طرقاً غير مشروعة في تعاملاته المالية، مضيفاً أنَّه بين عامي 2002 و2007 كانت توجد في فرع المصرف في باريس قوائم تحمل اسم دفاتر الحليب، وهو واحد من المصطلحات الداخلية للمصرف يتعلق بتسجيل الحسابات الهاربة من الضرائب في سويسرا. وواصل، المحامي، قائلاً إذن، نحن بقرة، فرنسا بقرة يجب حلبها، مِن هنا جاء اسم دفاترالحليب. من جانبه، أفاد الناطق باسم المصرف هنا في سويسرا، جان ـ ميشيل سيكرون، بأن مُغادرة، جيبو، للمصرف تمت بناء على خطة تقشف اقتصادية اتبعها المصرف في فترة صعبة. وأضاف أنه من الناحية الجنائية لا يوجد شيء على الإطلاق يُمكن أن يُلامَ عليه المصرف، وأنَّ يو بي أس لن يضع رأسه على خشبة الجزَّار التي يُقطِّع عليها اللحم، وأنَّ المصرف يُكذِّب هذه الأخبار جملة وتفصيلاً.
مشاركة :