تهدئة في غزة.. ونتنياهو يقرع طبول الحرب

  • 5/7/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

ساد هدوء حذر في قطاع غزة بعد التوصل إلى اتفاق تهدئة يمنح وعوداً شفهية غير مكتوبة، مع الاحتلال «الإسرائيلي» بوساطة مصرية، فيما ارتفع عدد شهداء العدوان إلى 31، بعد انتشال جثماني شهيدين ارتقيا في قصف «إسرائيلي»، أمس الأول، على أبراج الشيخ زايد شمالي قطاع غزة، في حين انحاز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للاحتلال، وأعلن عن دعمه 100% ل«إسرائيل»، بينما قال رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، إن المعركة لم تنتهِ بعد، وأعلن خلال جلسة عسكرية ضمت جنرالات وقادة عسكريين لتقيم الوضع بغزة، أن «إسرائيل» ستعود لسياسة اغتيال القادة الفلسطينيين.وأكد أن قواته تعمدت استهداف قادة من حركة «حماس»، في وقت أكدت فيه «كتائب القسام» الذراع العسكرية ل«حماس»، أن المقاومة نجحت خلال المواجهة الأخيرة في تجاوز القبة الحديدية. وبينما طال الدمار الذي خلفه الاحتلال 830 منزلاً فلسطينياً، شيعت غزة شهداءها. وقررت سلطات الاحتلال إغلاق الضفة الغربية ومعابر غزة اعتباراً من منتصف ليل الثلاثاء بدعوى إحياء ما يسمى ب«عيد الاستقلال»، وهو نفسه نكبة الفلسطينيين.وعلى الرغم من أن التهدئة ليست اتفاقاً مكتوباً، فإن مؤشراته كانت واضحة على الأرض، فجيش الاحتلال أوقف هجماته الجوية والمدفعية العنيفة على القطاع. وفي الجانب «الإسرائيلي»، توقفت صافرات الإنذار التي لم تهدأ خلال اليومين الماضيين إيذاناً بوصول قذائف صاروخية منطلقة من غزة. وكانت جهود مصرية وأممية نجحت في التوصل إلى اتفاق للتهدئة بين الحكومة «الإسرائيلية» والفصائل الفلسطينية دخل حيز التنفيذ فجر أمس، وقالت الفصائل الفلسطينية إنه يتعين على الحكومة «الإسرائيلية» الآن، تنفيذ ما التزمت به بشأن رفع الحصار المفروض على قطاع غزة.وجرى وقف إطلاق النار بعد التوصل إلى التفاهمات الآتية، وهي: عدم إطلاق النار تجاه المتظاهرين في مسيرة العودة الكبرى على حدود قطاع غزة، وقيام الاحتلال بتنفيذ التفاهمات السابقة التي تتضمن كسر الحصار عن قطاع غزة بكافة الأشكال، ووقف التصعيد فوراً عند الساعة 04:45 دقيقة صباحاً (صباح أمس) وعدم التمادي وعدم تجاوز المدة المتفق عليها، ووقف إطلاق النار يكون متبادلاً وعدم اختراق التهدئة مجدداً، ويتعهد الاحتلال بعدم اختراق الاتفاق كما كل مرة يقوم باختراق العهود والمواثيق التي يتم الاتفاق عليها برعاية مصرية، والسماح للمنظمات الدولية الإنسانية بمساعدة العائلات التي تضررت خلال العدوان، وعدم تكرار محاولة الاغتيال لأي فلسطيني «سواء كان مدنياً أو عسكرياً» من قبل طائرات الاحتلال، وتوسيع مساحة الصيد في البحر 12 ميلاً، وعدم إطلاق النار والاعتداء على المزارعين شرقي قطاع غزة. ومن بين أهم البنود ما يتعلق بالقدس والضفة الغربية المحتلة ويرتبط بالمقاومة، فعلى الاحتلال عدم تجاوز حدوده والاعتداء عليهما هناك، إضافة إلى عدم المساس بالأسرى داخل سجون الاحتلال.ولا تعترف الحكومة «الإسرائيلية» رسمياً بأي اتفاق تهدئة تتوصل إليه مع الفصائل الفلسطينية، حيث تكتفي بالإشارة إلى أنها تتعامل معها من منطلق «هدوء مقابل هدوء». ولكن هدوء قطاع غزة فجّر نيران الخصوم «الإسرائيليين» على نتنياهو الذي وجد نفسه مضطراً لإصدار بيان لتوضيح موقفه. وقال نتنياهو في بيانه: «ضربنا حماس والجهاد الإسلامي بقوة كبيرة خلال اليومين الأخيرين، ضربنا أكثر من 350 هدفاً». وأضاف نتنياهو: «المعركة لم تنتهِ بعد وهي تتطلب الصبر والرشد، نستعد للمراحل المقبلة».ودعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريس، الفلسطينيين و«الإسرائيليين» إلى وقف فوري للتصعيد في قطاع غزة والعودة إلى تفاهمات التهدئة، فيما أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن «إسرائيل» تحظى بدعم واشنطن الكامل بعدما قصفت الطائرات والمدفعية «الإسرائيلية» قطاع غزة رداً على إطلاق صواريخ منه. وكتب ترامب على تويتر: «مرة جديدة، تُواجه «إسرائيل» وابلًا من الهجمات الصاروخية القاتلة من جانب حركتي حماس والجهاد الإسلامي الإرهابيتين. نحن ندعم «إسرائيل» 100% في دفاعها عن مواطنيها». وعبّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن «إدانته الشديدة» لإطلاق الصواريخ «من غزة»، مشدداً على ضرورة «توقف العنف»، مضيفاً «أؤكد مجدداً حق «إسرائيل» في الأمن وشرعية تطلعات الشعب الفلسطيني».وخلف عدوان الاحتلال منذ الجمعة وحتى فجر الاثنين، 31 شهيداً بينهم ثلاث نساء اثنتان حاملان مات جنين كل منهما، ورضيعان، وطفل، فيما أصيب أكثر من 154 فلسطينياً بجروح، وارتفع عدد الضحايا إلى 31 بعد تمكن طواقم الدفاع المدني والإسعاف من انتشال جثماني شهيدين، أمس، ارتقيا شمالي قطاع غزة. وقال الناطق باسم وزارة الصحة أشرف القدرة، إن جثماني الشهيدين وهما رجل وزوجته وصلا إلى المستشفى الإندونيسي شمالي القطاع، بعد ساعات من وصول جثمان نجلهما.وقالت وزارة الداخلية التي تديرها حركة «حماس» في غزة، إن «إسرائيل» استهدفت 300 منشأة في القطاع خلال ثلاثة أيام، شملت منازل ومباني ومقرات أمنية ومؤسسات مدنية وأراضي زراعية وبنى تحتية. من جهتها، قالت وزارة الأشغال العامة والإسكان في غزة، إن عدد الوحدات السكنية المتضررة خلال جولة التوتر الأخيرة بلغت نحو 830 وحدة، و18 بناية سكنية.وأوضحت الوزارة، أن الطائرات الحربية دّمرت نحو 130 وحدة سكنية بشكل كامل، فيما تعرضت 700 وحدة سكنية أخرى للضرر الجزئي. (وكالات)

مشاركة :