لمن يهمه الأمر في ديوان الخدمة المدنية

  • 5/7/2019
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

يروج المرشدون المهنيون إلى أن سوق العمل في الآونة الأخيرة إنما بات سوقاً للمهارات لا للتخصصات، ولا يعني ذلك الاستغناء عن الشهادة الأكاديمية وإنما للتعبير عن أهمية المهارات التي يكتسبها المتقدم لوظيفة ما، ودورها في تمييزه عن بقية أقرانه ممن تنطبق عليهم شروط الوظيفة. من جهة أخرى نرى الجامعات تحرص على إكساب طلابها مزيداً من المهارات الاجتماعية والحياتية المختلفة من خلال مجالس الطلبة ونوادي الكليات والأنشطة الطلابية، كما تمارس هذا الدور أيضاً كثير من مؤسسات المجتمع المدني، سواء من خلال التدريب المباشر أو من خلال انخراط الشباب في برامج تكسبهم الخبرة في مهارات مختلفة كالتنظيم ومواجهة الجمهور وغيرها. أيضاً يحرص كثير من الشباب ممن حالفهم الحظ بالحصول على وظيفة حكومية على أن يستكمل دراساته العليا، وإن كان على حسابه الشخصي في ظل محدودية فرص الابتعاث الحكومي، من أجل تحقيق ارتقاء وظيفي، فينال الشهادات الأكاديمية، وكذلك الاحترافية، ويسبغ بخبراته وتطوره على عمله في الحكومة، بينما لا يجني الموظف من مهاراته المكتسبة أو شهاداته حتى الحد الأدنى المتوقع من التقدير المادي والمعنوي في مؤسسته، ويجد أن سلّم الترقيات لا يستثني أحداً للارتقاء، حتى حملة الشهادات والعاكفين على التطور باستمرار..!!يحدث أن يخطئ الشاب في بادئ الأمر في تقدير أهمية التخصصات وماهيتها، ولأسباب مختلفة يقع في التخصص الأكاديمي الخطأ الذي يسرق من عمره أربع سنوات على أقل تقدير، ثم يسعى لاستدراك ذلك من خلال ما يكتسبه من مهارات في غير مجال، وما يحققه من ثقافة في مجالات مختلفة، وما قد يتوجه إليه من خلال الدراسات العليا فيما بعد، في خطوة أقل ما يمكن القول عنها أنها تصحيح مسار في الحياة الأكاديمية والمهنية. غير أن ذلك التصحيح لا يتم استيعابه بما يكفي في مؤسسات الدولة، وتجري معاملة الفرد منا على شهادة البكالوريوس منذ التعيين وحتى التقاعد إلاَّ من حالفه الحظ ووجد طريقه لاسترضاء المسؤولين أو جاء بشأنه توجيه ما من جهة عليا. فيما عدا ذلك فالنظام مطبق على الجميع، وكأنه يحارب التطور والتقدم واكتساب المزيد، وكأنه يقول للموظفين بالقطاع الحكومي، مهما فعلت ومهما جاهدت للارتقاء، فـ«مكانك سر»، وليس ثمة تطوير مرتقب في مسيرتك المهنية.* اختلاج النبض:عندما نلت درجة الماجستير، أحضرت لزملائي في العمل بعضاً من الحلوى، وعندما سألني رئيسي عن المناسبة قلت له إنني حصلت على شهادة الماجستير، فقال لي كلمة مازال يصدح صداها في أذني «بلّيها واشربي مايها»، فمنذ ذلك اليوم، ولثلاثة أعوام مضت وأنا «أشرب مايها» قبل الإفطار وبعد العشاء. فقط أردت التحقق من ديوان الخدمة المدنية إذا كانت الجرعة التي أتعاطاها مناسبة، أفتوني في الأمر جزاكم الله خيراً.

مشاركة :