بيروت – الوكالات: تسببت معارك عنيفة اندلعت أمس بين قوات النظام وهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقًا) في شمال غرب سوريا، بمقتل 26 مقاتلاً من الطرفين، تزامنًا مع استمرار القصف السوري والروسي على المنطقة، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأفاد مدير المرصد رامي عبدالرحمن عن اشتباكات عنيفة مستمرة منذ الصباح بين الطرفين، اندلعت في ريف حماة الشمالي المحاذي لمحافظة إدلب (شمال غرب)، وتمكنت بموجبها قوات النظام من السيطرة على قريتين وتلة استراتيجية. وأسفرت المعارك وفق المرصد، عن مقتل 11 من قوات النظام مقابل 15 من هيئة تحرير الشام. واستقدمت الفصائل الجهادية، وفق عبدالرحمن، تعزيزات عسكرية في محاولة لصد تقدم قوات النظام. وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» من جهتها أنّ وحدات الجيش «استهدفت بعمليات مكثفة مواقع انتشار المجموعات الإرهابية وخطوط إمداداتها ومحاور تحركها في ريفي إدلب الجنوبي وحماة الشمالي». وتأتي هذه الاشتباكات في وقت تواصل الطائرات السورية والروسية لليوم السابع على التوالي تنفيذ عشرات الغارات تزامنًا مع إلقاء المروحيات لعشرات البراميل المتفجرة على مناطق واسعة في إدلب ومحيطها، ما تسبب بمقتل أربعة مدنيين الاثنين. ودفع تصعيد القصف عددًا كبيرًا من المدنيين إلى النزوح. واستهدفت الغارات يوم الأحد ثلاثة مستشفيات، اثنان في ريف ادلب الجنوبي وثالث في ريف حماة الشمالي، ما أدى إلى خروج اثنين منها من الخدمة. واتهم المرصد السوري الطائرات الروسية بشنّ هذه الغارات. وتسيطر فصائل جهادية وإسلامية، على رأسها هيئة تحرير الشام على محافظة إدلب وأجزاء من محافظات حلب (شمال) وحماة (وسط) واللاذقية (غرب)، وهي منطقة يشملها اتفاق توصلت إليه موسكو الداعمة لدمشق وأنقرة الداعمة للفصائل المعارضة في سبتمبر. وينصّ الاتفاق على إقامة «منطقة منزوعة السلاح» بين مناطق سيطرة قوات النظام والفصائل. ولم يتم استكمال تنفيذ الاتفاق بعد. وتتهم دمشق أنقرة بـ«التلكؤ» في تطبيقه. وجنّب الاتفاق الروسي التركي إدلب، التي تؤوي ومناطق من المحافظات المجاورة نحو ثلاثة ملايين نسمة، حملة عسكرية واسعة لطالما لوّحت دمشق بشنّها. إلا أن قوات النظام صعّدت منذ فبراير وتيرة قصفها للمنطقة المشمولة بالاتفاق ومحيطها قبل أن تنضم الطائرات الروسية إليها لاحقًا.
مشاركة :