صمد وقف إطلاق النار لإنهاء تصاعد العنف في قطاع غزة وجنوب إسرائيل الاثنين بعدما أطلق الفلسطينيون مئات الصواريخ وشنت إسرائيل ضربات جوية، لكن المخاوف من عودة تفجر الأوضاع لا تزال سارية. ورحب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية باتفاق التهدئة المعلن في قطاع غزة بين القوات الإسرائيلية والفلسطينيين. وأعرب، لدى ترؤسه اجتماع حكومته الأسبوعي في رام الله، عن “أمل الحكومة أن يكون الاتفاق لصون أرواح أبنائنا ويوقف المأساة المتكررة على أبناء غزة”. وطالب اشتية “الأمم المتحدة بالتدخل الفوري لمنع إمكانية تجدد العدوان الإسرائيلي على غزة وتوفير الحماية الدولية لأهل القطاع”. وتفجرت أحدث جولات القتال قبل ثلاثة أيام ووصلت إلى ذروتها الأحد عندما قتلت صواريخ وقذائف من غزة أربعة مدنيين في إسرائيل. وأدت ضربات إسرائيلية إلى قتل 21 فلسطينيا أكثر من نصفهم مدنيون، وفق ما ذكرته السلطات الصحية في غزة. ولا تعترف إسرائيل رسميا باتفاقات وقف إطلاق النار مع الجماعات المسلحة في قطاع غزة وتعتبرها منظمات إرهابية. لكن مسؤولين في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تحدثوا عن رد بالمثل على الهدوء.وأشار أحدهم إلى أن إيران -وهي ممول رئيسي لحركة الجهاد الإسلامي- كانت وراء التصعيد في غزة. وقال وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتز، لمحطة “90 أف.أم” الإذاعية، إن إيران التي ترزح تحت وطأة عقوبات أميركية وضربات إسرائيلية لأصولها العسكرية في سوريا ربما تؤجج العنف الفلسطيني حتى تقول لإسرائيل “سنصل إليكم عبر الجهاد (الإسلامي) وغزة”. وقال الجيش الإسرائيلي إن أكثر من 600 صاروخ ومقذوفات أخرى أُطلقت على مدن وقرى بجنوب إسرائيل منذ يوم الجمعة، مضيفا أنه تم اعتراض أكثر من 150 منها. وذكر الجيش أنه هاجم نحو 320 موقعا تابعا لمسلحين. ولكن العنف هدأ قبل الفجر مع استعداد سكان غزة لبدء شهر رمضان. وهدأ العنف قبيل الفجر، بعدما قال مسؤولون فلسطينيون إن مصر وقطر والأمم المتحدة توسطت في هدنة، بينما كان الفلسطينيون يستعدون لأول أيام شهر رمضان. وقال نتنياهو في بيان “على مدى اليومين الماضيين، ضربنا حماس والجهاد الإسلامي بقوة كبيرة. أصبنا أكثر من 350 هدفا. ضربنا قادة الإرهابيين ونشطاءهم ودمرنا مباني للإرهابيين”. وأضاف “الحملة لم تنته وتتطلب الصبر وحسن التقدير. نحن نستعد للاستمرار. كان الهدف ولا يزال ضمان الهدوء والأمن لسكان الجنوب”. ولم يكن هناك حماس يذكر لوقف إطلاق النار في المناطق التي ضربتها الصواريخ في إسرائيل قرب غزة. وقال بعض السكان إن إسرائيل وافقت على الهدنة لأنها لم تكن تريد أن تفسد نيران الصواريخ عطلة يوم الاستقلال هذا الأسبوع أو مسابقة يوروفيجن للأغاني التي تبدأ في تل أبيب في الـ14 من مايو. وفي غزة شارك الفلسطينيون في تشييع القتلى وانتشلوا جثثا من تحت أنقاض المباني المنهارة. وبدأت أحدث موجة عنف عندما أطلق قناص من حركة الجهاد الإسلامي النار على قوات إسرائيلية عبر الحدود مما أسفر عن إصابة جنديين إسرائيليين، بحسب رواية الجيش الإسرائيلي. واتهمت حركة الجهاد الإسلامي إسرائيل بتأخير تنفيذ تفاهمات سابقة توسطت فيها مصر تهدف إلى إنهاء العنف وتخفيف الحصار على غزة التي يواجه اقتصادها صعوبات. وتشمل تلك الإجراءات السماح باستثمارات دولية وعربية ومشروعات لخلق الوظائف وتحسين إمدادات الكهرباء وزيادة كميات ونوعية السلع التي يُسمح بدخولها إلى القطاع عبر إسرائيل. وقال مسؤول في حركة مسلحة في غزة طالبا عدم الكشف عن اسمه إن الحركة وافقت على الهدنة بشرط تنفيذ تلك التفاهمات. ولم يصدر تعليق رسمي من إسرائيل بشأن أي مساومات من أجل وقف إطلاق النار.
مشاركة :