في رسالة وجهها إلى قواته على جبهة طرابلس، دعا المشير خليفة حفتر قائد قوات الجيش الوطني الليبي إلى "تلقين درس أعظم وأكبر" للقوّات التي تُدافع عن العاصمة الليبيّة وحكومة الوفاق الوطني. وتخوض قوات الجيش الليبي بقيادة حفتر منذ الرابع من أبريل الماضي عملية عسكرية لتحرير طرابلس من قبضة الميليشيات المسلحة الخارجة عن القانون. وحققت العملية العسكرية إلى حد هذا اليوم أهدافها التي تم التخطيط لها وألحقت هزائم كبيرة بالجماعات المسلحة التي تتلقى دعما كبيرا من قطر وتركيا. ووجّه حفتر رسالةً إلى قوّاته تلاها اللّواء أحمد المسماري المتحدّث باسم "الجيش الوطني الليبي"، وتمّ نشرها قبل ساعات من بدء "شهر رمضان المبارك، شهر الجهاد" كما جاء في الرّسالة. ويرى مراقبون أن قائد الجيش الليبي يسعى من وراء هذه الرسالة إلى إبقاء المعنويات لدى قواته عالية خلال شهر رمضان ومواصلة التقدم في عملية تحرير العاصمة الليبية بالنسق ذاته. ورجحت المصادر ذاتها أن تكون الرسالة بمثابة الضوء على الأخضر على الدخول إلى مدينة والإجهاز على الميليشيات بشكل كلي. وقال حفتر في رسالته "أيّها الضبّاط والجنود المقاتلين في قوّاتنا المسلّحة والقوّات المساندة، أحيّيكم في هذه الأيّام المجيدة وأشدّ على أيديكم وقوّة عزيمتكم لتلقّنوا العدوّ درساً أعظم وأكبر من الدّروس السابقة بقوّة وثبات كما عرفناكم دائماً، حتّى يتمّ اجتثاثه من أرضنا الحبيبة، فكونوا أيّها الأبطال الأشاوس في الموعد رجالاً بواسل أشدّاء على عدوّكم مع الالتزام والمحافظة على أرواح المدنيّين وممتلكاتهم". وتأتي رسالة حفتر الداعمة لقواته في معركة تحرير طرابلس، تزامنا مع مساعي إخوان ليبيا لإشعال حرب في الجنوب يبدو أن الهدف منها هو تخفيف الضغط على الميليشيات التابعة لهم في طرابلس والتي تحاول منذ نحو شهر التصدي لتقدم الجيش الليبي للسيطرة على العاصمة، إضافة إلى محاولة انتزاع المنطقة التي تنبع منها أكبر حقول النفط في البلاد من سيطرة الجيش. وشددت رسالة المشير على عدد من التعليمات العسكريّة بينها "رصد العدوّ جيداً وتهديد أماكن تواجده، الهجوم السريع والمنظّم لإرباك العدوّ وتحقيق مبدأ المفاجأة، المحافظة على الذّخائر وخاصّةً بعد تحقيق النصر، الانتباه إلى خدع العدوّ وأخذ الحيطة والحذر منها، تنظيم التعاون في ما بينكم من حيث المهام، الخطوط، الوقت". ومن بين التعليمات كذلك "الأخذ في الاعتبار طبيعة أرض المعركة وخواصها ومدى تأثيرها على العمليات الهجوميّة والسرعة في التقدّم". ونجح الجيش الليبي في تحقيق تقدم في معركة تحرير طرابلس، ما ساهم في تحريك الجمود العسكري الذي تشهده المعركة منذ حوالي أسبوع. وأحكمت قوات الجيش السيطرة على منطقة السبيعة جنوب العاصمة في إطار عملية تحرير طرابلس التي أطلقها الجيش مطلع أبريل الماضي.