شهدت شوارع مدينة إسطنبول، مساء الإثنين، مسيرات ليلية وانتفاضة عارمة احتجاجا على رضوخ اللجنة العليا للانتخابات لضغوط الرئيس رجب طيب أردوغان بإعادة الانتخابات في المدينة، التي سبق وتم إعلان فوز أكرم إمام أوغلو، المنتمي لحزب الشعب الجمهوري المعارض، برئاسة بلديتها. وجاءت الاحتجاجات التي لم تكن الأولى ضد ديكتاتورية أردوغان، تحت شعار “هذه هي البداية.. الكفاح مستمر”، حيث تدفق الآلاف لشوارع العاصمة الاقتصادية، التي شكلت خسارتها في الانتخابات البلدية التي أجريت 31 مارس/ أذار الماضي، ضربة مؤلمة لأردوغان وحزبه. وعقب قرار اللجنة تجمع مئات الأتراك أمام رئيس بلدية إسطنبول المنتخب أكرم أوغلو، وسط هتافات مؤيديه لقضيته ورافضة لقرار سلطات أردوغان ومن بينها:” الشعب معك… سنفوز.. حق وقانون، وعدالة”. وبعد 17 يومًا من مماطلة أردوغان وحزبه العدالة والتنمية، لإعلان نتائج بلدية إسطنبول والتشكيك في فوز مرشح المعارضة، أعلنت اللجنة الانتخابية بالمدينة في 17 أبريل/ نيسان، فوز أكرم إمام أوغلو وتسليمه وثيقة تنصيبه رسميًا. تلك الخطوة جاءت تحت ضغوط جماهيرية عمت أرجاء البلاد للمطالبة بتسليم الحق لأصحابه، خاصة أن النتائج الأولية للانتخابات المحلية في إسطنبول أظهرت حصول مرشح الشعب الجمهوري المعارض، أكرم إمام أوغلو على 4 ملايين و169 ألفا و765 صوتاً، مقابل حصول مرشح العدالة والتنمية بن علي يلدريم على 4 ملايين و156 ألفا و36 صوتاً. جانب من المسيرات الليلية في إسطنبول احتجاجا على قرار أردوغان ووصف أوغلو قرار إبطال فوزه وإعادة انتخابات بلدية إسطنبول بأنه “خيانة”، وقال في مؤتمر جماهيري مساء الإثنين، بمنطقة “بيلي دوزو”، إن “أولئك الذين يتّخذون قرارات في هذا البلد ربّما وقعوا في الخيانة، لكنّنا لن نستسلم أبداً، احتفظوا بالأمل”. وأدان حزب الشعب الجمهوري قرار إعادة الانتخابات في إسطنبول قائلا إنها “دكتاتورية صريحة”. وقال أونورسال أديجوزيل، نائب رئيس الحزب، على تويتر: “من غير المشروع الانتصار على حزب العدالة والتنمية.. هذا النظام الذي يلغي إرادة الشعب ويتجاهل القانون، ليس ديمقراطيا ولا شرعيا، هذه دكتاتورية صريحة”. وفي 22 أبريل/ نيسان الماضي، نظم حزب الشعب الجمهوري الاشتراكي الديمقراطي المعارض، مظاهرات في مقاطعات البلاد الـ81 لإدانة الاعتداء الذي تعرض له زعيمه كمال كليجدار أوغلو، ووجهت أصابع الاتهام للعدالة والتنمية الحاكم ورئيسه. وشارك في الاحتجاجات آلاف الأشخاص وشهدت إسطنبول، وإزمير ثالث مدن البلاد، على وجه الخصوص مشاركة حاشدة. وكان كليجدار أوغلو يشارك يوم الأحد في جنازة جندي سقط في اشتباكات مع حزب العمال الكردستاني، عندما تعرض لاعتداء من العديد من المشاركين في الجنازة، لأسباب قومية على ما يبدو. وكان المجلس الأعلى للانتخابات في تركيا قرر إلغاء نتائج الانتخابات البلدية في مدينة إسطنبول، وهو قرار أضر بالليرة وأثار اتهامات بوجود تضارب في المصالح. ووصف حزب الشعب الجمهوري، أقوى أحزاب المعارضة الذي فاز في التصويت الأصلي برئاسة إسطنبول، القرار بأنه “دكتاتورية صريحة”. وتراجعت الليرة التركية بعدما نشر رجب أوزيل ممثل حزب العدالة والتنمية لدى المجلس القرار على تويتر.
مشاركة :