أفرجت دولة الإمارات، أمس، عن زورق عسكري قطري على متنه أربعة أشخاص، هم ملازم أول محمد حسم الهيل «قطري الجنسية»، ووكيل عريف سعيد ناصر المري «قطري الجنسية»، ووكيل عريف محمد رياض البلتاجي «فلسطيني الجنسية»، وجندي فايز تلكوم «هندي الجنسية». وأعلنت وزارة الخارجية والتعاون الدولي، أن الزورق العسكري القطري الذي يحمل علم دولة قطر دخل المياه الإقليمية للدولة يوم 30 أبريل الماضي، وعلى متنه الأشخاص الأربعة، وجميعهم عسكريون. من جانبهم، قال حقوقيون ومتخصصون في الشؤون العربية والدولية، إن ما فعلته دولة الإمارات بالإفراج عن زورق عسكري قطري دخل مياهها الإقليمية وعلى متنه أربعة أشخاص، خطوة إنسانية، وتعد دليلاً واقعياً على استراتيجية التسامح التي تعمل بها الإمارات في مواجهات الأعمال العدائية التي تستهدف الشعوب العربية. وأكدوا في تصريحات لـ«الاتحاد» أن الإمارات بهذا التصرف تنأى بنفسها عن الصغائر، خاصة أنها دائماً تعتبر أن المطلوب من قطر ليس تغيير نظام الحكم، ولكن تغيير سياستها العدائية ضد الدول العربية. وفي هذا السياق اعتبر محمد حميد، الخبير في الشؤون العربية والدولية، أن هذه الخطوة ليست غريبة على الإمارات، خاصة أنها دائماً تعتبر أن المطلوب من قطر ليس تغيير نظام الحكم، ولكن تغيير سياستها العدائية ضد الدول العربية. وأضاف أن الإمارات بهذا التصرف تنأى بنفسها عن الصغائر، ويأتي ذلك بعدما عادت السلع الإماراتية للأسواق القطرية الأسبوع الماضي، رغم محاولات قطر حظر تلك المنتجات حتى لا تتم مقاضاتها على ما اقترفته في مخالفة القانون الدولي، لافتاً إلى أن الإمارات تدعو دائماً للتآخي بين جيرانها العرب، وتعمل للمحافظة على الوضع الخليجي وأمنه، كما تدعو قطر للتنازل عن الممارسات السابقة. وفي الإطار نفسه، قال أيمن نصري رئيس المنتدى الأوروبي العربي لحقوق الإنسان بجنيف، إن هذا التصرف يعكس أن دولة الإمارات لا تتعامل بمبدأ الثأر وتصيد الأخطاء في حال الخلاف السياسي مع أي دولة، وهذا التصرف يضع الإمارات في مصاف الدول الكبيرة. وأضاف نصري، في اتصال هاتفي من جنيف مع «الاتحاد»، أن الإمارات تنأى بنفسها عن بعض التصرفات الصبيانية التي تصدر عن أنصاف الدول، وهو بالفعل مبدأ تعامل الكبير، مشيراً إلى أنه يتمنى أن يتم التأكد من سبب دخول هذا الزورق المياه الإقليمية، خصوصاً أنه زورق يحمل عسكريين قطريين لأن الأمن القومي الإماراتي هو خط أحمر لكل من يحاول أن يضر به. كما أكد عماد حجاب، الباحث والناشط الحقوقي، أن ما قامت به دولة الإمارات العربية المتحدة إثر الإفراج عن قارب صيد قطري، على الرغم مما تكنه لها قطر، هو تفضيل لحقوق الشعوب وترابطها، في الوقت الذي يصرح فيه المسؤولون القطريون علانية بأن الشعب المصري من الأعداء على سبيل المثال، كما جاء على لسان مسؤول السياحة في إمارة قطر، مشيراً إلى أن التعامل الإماراتي تمثيل حي لحقوق الإنسان. وطالب حجاب إمارة قطر بضرورة المعاملة بالمثل مع أشقائهم من الشعوب العربية، بدلاً من وصفهم بالأعداء، خاصة مع وجود علاقات بين هذه الشعوب لا تتعلق بالحكومات، والتي تتعامل بشكل وفق اتفاقات رسمية، بينما لم يكن من المفترض القيام بذلك وسط الدول العربية، إلا أن ما تقوم به دولة قطر يجبر الجميع على التعامل معها بشكل يتوافق مع سياساتها الداعمة للإرهاب.
مشاركة :